هذا العمل المبهر هو ثمرة نظرية الإيمان عند الغزالي جاء ليضع فيه خلاصة تجربته وعصارة عقله وفكره، جاء ليأخذ بيدي من فلتت منه خريطة الإيمان وضاع من زاد الطريق، ليثبت اقدام من تعثرت اقدامهم عن سبيل الحق والذين خدعهم الإطار البرّاق الذي وضع في قلبه الإلحاد و المادية الحديثة.
هذا هو الطريق ... وهذا هو الحبـل الـذي أنزله الله عز لينتشلنا مـن الغـرق ... فاذا نحـن فاعلون؟
هيا بنا تقبل على القرآن ونتمسك به، ونترك أنفسنا لـه، وندخل إلى دائرة تأثيره قبل قوات الأوان.
هيـا الآن نتناول مصاحفنا، ونبدأ رحلة التغيير، فنصر ـ الله قريب، أقـرب مما نتخيل، لكننا لن نراه إلا إذا غيرنا ما بأنفسنا.
أخي: لقد طال ليلنا، ومللنا من رؤية مشاهد الذل والهوان ..
أخي: إن كنت تحب نفسك وأهلك وأمتك، وقبل ذلك ربك ورسولك، فابـدأ من الآن، وعد إلى القرآن واستمسك به، واجعله أمامك وإمامك.
أخي: لنكف عن البكاء والأسف على أحوال الأمة، ولنبدأ العمل.
وأبشرك بأنه لن يمضي علينا وقـت طويـل حتى نجد أنفسنا وقـد هـيمن علينـا القرآن، واختلط بلحمنا ودمنا، وذقنا حلاوة الإيمان من خلاله، ساعتها لا تنسني مـن دعـوة صـادقة يصـلـح الله بها شـأني، ويغفر ذنبي، ويثبتني على الحق، ويحسـن خاتمتي، وأن يجمعني وإياك إخوانا على سرر متقابلين.