الصحابة

في معرفة كيف كان بر الصحابة بآبائهم دعوة وتحفيز إلى السير على طريقهم واتباع هداهم؛ فالاعتناء بالوالدين والقيام بمصَالحهما وخدمتهما أمر واجب، يجاهد المسلم نفسه فيه طوال عمره.

ما أبالي ما أصابني بعد ذلك في الدنيا.

وكان عمر بن الخطاب يدرك تلك المراحل في حياة النشء ويتبع منهجًا تربويًّا ملائمًا لتلك المراحل التي قال عنها: "يثغر الغلام لسبع، ويحتلم لأربع عشرة سنة، ويلتقي طوله لإحدى وعشرين، وينتهي عقله إلى ثمانٍ وعشرين سنة، ويكمل ابن أربعين سنة".

ولما استقر المقام لفضالة بن عبيد في بلاد الشام ذاع صيته بها، فلما تُوفي أبو الدرداء، قال معاوية لفضالة: إني قد وليتك القضاء، فحاول فضالة أن يعتذر، فقال له معاوية: "والله ما حابيتك بها، ولكني استترت بك من النار".

يكاد الكل يجمع على مدى صعوبة النقد الذاتيّ وتأثيره في الفرد، لما جبلت عليه النفس البشرية، مما يترتب عليها أيضا صعوبة قبول المجتمع (المؤسسات والكيانات والأفراد) النقد بسعة صدر، وهو ما يجب أن يدركه الجميع ويتدربوا عليه حتى يتقدموا ويتقدم مجتمعهم.

إن هذا الكتاب هو دعوة من المهندس محمد العصار إلى محاولة قراءة القرآن الكريم قراءة موضوعية مثمرة تأملات في هذا الكتاب المعجز، ودراسة كيف ساد به الصحابة الدنيا في زمانهم، وأنه إذا أريد لهذه الأمة أن تعود إلى الصدارة وقيادة العالم من جديد، فلابد من تهيئة القلوب وتمهيد العقول وحفز الهمم لتدبر هذا القرآن وتطبيقه على أرض الواقع، والدعوة إلى الإسلام من خلال كنوزه وأسراره ومعانيه التي لا تنضب. تأكيد على أن خير بداية نحو السيادة والتمكين هي امعان النظر في سنن الله الكونية الواردة في القرآن الكريم، وقصص الأمم والأقوام السابقة. والقوانين التي حكمت قيامها وسقوطها وهلاكها لنخرج منها بالدروس والعبر التي ترشد المسيرة وتجنبنا مصائرهم ومهالكهم.