تعد سورة مريم السورة الوحيدة التي سميت باسم امرأة؛ تكريمًا للسيدة العذراء مريم، ويلاحظ في هذه السورة تناولها للكثير من تفاصيل العلاقات الأسرية. كما أنها من أوائل سور القرآن التي ترشد المسلمين إلى القيم الأسرية الحسنة.
هذه نقول من الكتاب والسنة توجه المسلم إلى الفضائل التي يتم بها دينه، وتصلح بها دنياه وأخراه جميعاً مهدت لها وعقبت عليها بتفاسير موجزة، تعالج ما انتاب المسلمين في هذه الأعصار من الحراف وهبوط، نتيجة ما أصـاب أخلاقهم من عقد وعلل واكتفيت بما سقت من آيات، وذكرت من أحاديث قلـم أستطرد إلى إيراد الشواهد الأخرى من أقوال الأئمة، وحكم العلماء، وعظات العباد والمتأدبين - على كثرتها في تراثنا القديم - لأني قصدت أن نرجع إلى الشريعة وحدها، وأن أعرض جانب التربية منها، على أنه توجيه إلهى، يطالب المسلم بالتزامه، ويعتبر مقصراً في حق الله، حين يعرض عنه وفرق بين المطالبة بأدب ما على أنه خلق عام، وبين التكليف به على أنه دين كسائر العبادات المفروضة في هذا الدين.