أنا أب لخمسة من الأبناء، وأبنائي متدينون والحمد لله، وكان ثلاثة منهم من الطلائع التي شاركت في إطلاق الشرارة الأولى في الميدان، وقد شاركت أيضًا في الثورة معهم، وكذلك والدتهم، مثلنا في ذلك مثل كل الآباء والأمهات، التي نزلت كي تكثر سواد الناس، وحتى لا تنفرد قوات الأمن بالثوار إذا وجدتهم قلة فتجهز عليهم!
المشكلة أن أبناءنا وكثيرًا من شباب الثورة ما فتئوا يتلاسنون على جيلنا، ويصفونه بأنه جيل جبان، رغم علم أبنائي بأننا لم نكن من حزب الكنبة يومًا، أو حتى من الناس التي تداهن النظام!
الكلام لا يجرحني كأب فقط، ولكنه يجرح جيلًا بأكمله، بعد أن أصبح الشباب بعد ثورة يناير ينظرون إليه على أنه جيل السلطة، وجيل المشي بجوار الحائط، والجيل الذي لم يستثمر الفرص المتوفرة لعمل ثورة على النظام.
أصبحت أتجنب مجلس أبنائي ورفاقهم، وأهرب من تجمعات الشباب بسبب نظرتهم الاستعلائية على جيلنا، وأهرب منهم رغم علمي بأن هذا ليس حلًا، وأتساءل: هل من سبيل إلى تربيتهم وإعادتهم إلى رشدهم؟!