التربية الأسرية

إنّ حاجتنا إلى العقيدة الإسلامية فوق كل حاجة، وضرورتنا إليها فوق كل ضرورة، لأنه لا سعادة للقلوب، ولا نعيم، ولا سرور إلا بأن تعبد ربها وفاطرها سبحانه تعالى، الذي أرسل رسله جميعا بالدعوة إلى التوحيد.

تظهر حاجة الأمة بشدة إلى الاهتمام بمجال تربية الطفل القائد؛ لتخريج قادة ينقلون الأمة من وضعها الحالي إلى مكانة عظيمة يفخر بها أبناؤها، وتستحق الخيرية التي حباها الله إياها.

تربية الأطفال على مواجهة المشاكل والعقبات ضرورة لا غنى عنها، إذا أردنا أن نُربي أجيالا تعتمد على نفسها في تخطي الصعاب، وترميم النفس التي تتعرض لصدمات متكررة.

يتميز أسلوب تربية الطفل بالحكمة بتأثيره البالغ في النّفس؛ لأنّ الأقوال والأفعال إذا اتّصفت بالحكمة صار لها قدر وقيمة، وإذا تباعدت عنها استحقت الذم ووصفت بالرعونة والطيش والحمق،

يولي الإسلام اهتماما خاصا بتربية الطفل في الأسبوع الأول للولادة، ويسبق ذلك اهتمامه بالحث على حسن اختيار الأزواج، ويستمر ذلك في جميع فترات النمو حتى البلوغ وما بعده.

التربية الأخلاقية للطفل مسؤولية الآباء والأمهات بالدرجة الأولى، ثم يأتي بعد ذلك دور المؤسسات التربوية، وقد حث الإسلام على غرس القيم الأخلاقية في المراحل العمرية الأولى للطفل ليشب على الإيمان بالله تعالى ويتربى على الخشية منه.

ومن أساليب تربية الطفل مساعدته على البر والطاعة؛ لأنّ البر والاحترام أساس قويم لجميع الفضائل الاجتماعية الأخرى: كاحترام الجار والكبير والمعلم، وصلة الأرحام.

ويلجأ الطفل إلى الكذب نتيجة تقليد الآخرين أو لتعويض نقص معين أو للدفاع عن النفس، وقد يكون ناتجا عن خيالات الطفل؛ لذا يجب التمييز بين أنواع الكذب عند الأطفال قبل الإقدام على السلوك التربوي المعالج.

التربية السياسية للأطفال هي أحد أهم السبل لنا- كأمة مسلمة- لقيادة المستقبل، أو على الأقل لحجز مكان مشرف بين العالم المتقدم الذي اعتمد على هذا النوع من التربية، فخرّج قادة وسياسيين يحركون العالم بكلماتٍ.

أول طريقة لتجنيب الأبناء السلوك الخاطئ تكمن في أن يقوّم أولياء الأمور سلوكهم ليكونوا قدوة لأبنائهم؛ فكل فعلٍ يصدر عن الآباء ملاحظ بدقّةٍ من أطفالهم.