استشارات في تربية الأولاد

وجود الأب لا شك مهم جدًا، لكن غيابه لا يعني الفوت المقلق المخيف، فلا تدري أيهم أقرب للأبناء نفعًا، الحضور بلا فائدة، أو حضور منغص؟! أم غياب معه عزم، أم أنها ستفعل المستحيل لتحقيق التوازن!

ابني متوحد, قمنا بالكثير من التضحيات لتوفير متطلبات الأطباء النفسيين لكن أصبحنا لا نقدر على القيام بالمزيد مع قساوة الظروف وعدم توفر أي دعم اجتماعي.

مساكين، حيارى، نشفق عليهم، فهم لم يروا من الإعداد ما يمهد لهم هذه التبعة الثقيلة، فنعذر تخبطهم، ونكون على يقين بأن ما غرسناه لن يذهب هباءً بعون الله وبرحمته بهم

ابنتي تعاملني بقسوة وتقليل من شأني، وذلك على أي مشكلة صغيرة، وترفع صوتها وتتطاول بالكلام، هذا غير نظراتها الحادة جدا إليّ، وتخاصمني بالأشهر!. ماذا أفعل؟

نوصيكِ بأن تقبلي غضب ابنتك وتتفهمي دوافعها، فنحن في زمن طغت فيه الماديات وصارت على مرأى ومسمع من الجميع، فما كان يُقنع أجيالًا سابقة، لا يقنع ضِعفه الأجيال الحاليةَ

ثم ما لبث أن بدأ مرحلة تعاطي المخدرات، وبدأت احتياجاته المادية تزيد، وإذا لم نتجاوب معه يثور ويتشاجر مما يضطرنا إلى التعامل العنيف معه، وبدأ يهرب ويبيت خارج البيت، ووصلنا معه إلى طريق مسدود!

تبنى البيوت على الصبر وبالصبر، فما استمر زواج إلا بكفاح من الطرفين لتقريب وجهات النظر، وتفهم طبائع الآخر.

يقول السلف الصالح: "لاعب ابنك سبعًا، وأدبه سبعًا، وآخه سبعًا؛ ثم ألق حبله على غاربه".

ما أسهل أن يختار المرء قرار المنع؛ فهو قرار في التربية أسهل، لكن نتائجه في التعلم (لا شيء)، في حين أن  الذهاب بشروط وتدابير مسبقة، هو الأصوب لمن اختار أن يجتهد في التربية

الكثير منا -مع الأسف- يغفل مسألة التهيئة المبكرة، ويتركون الأمور تسير بلا ضوابط أو قيود، ثم يتفاجؤون أنهم لم يهيئوا أبناءهم، وكأن المدارس أتت فجأة!