في هذا الكتاب يقدم الدكتور راغب السرجاني 1135 دولار إيجابيا لنصرة فلسطين، لمن يتردد في أذهانهم وعلى ألسنتهم وفي قلوبهم سؤال: ماذا يمكن أن أفعل حتى أسهم في تحرير فلسطين؟!
مجموعة رسائل ذات مغزى أخلاقي تمثل كل منها إحساسًا بمعاناة الناس في مواقف كثيرة، وكلها ينبئ عن أنواع من كنوز الحكم الجلية؛ فتهب القارئ دروسا وفوائد وعظات وعبرا يجب الانتباه إليها وأن تأخذها دائها بعين الاعتبار ليكون أمامك انطلاقة صحيحة مستقيمة نحو آفاق المستقبل، وقد سما عقلك وسمت روحك، متحليا بصفات تُرضي عنك من حولك وترضي عنك رب العباد.
هل يمكن أن يكون للمسلمين منهج للتربية . . ؟ وهذا المنهج مستمد من كتاب الله مباشرة . . ؟ وإذا كان ذلك في الإمكان فلماذا لم يفد المسلمون من هذا المنهج . . ؟ لماذا لم يحاولوا تطبيقه في حياتهم لينظم شؤونهم ويربي أجيالهم . . ؟ ونتساءل . . لماذا اتجه رجال التربية عندنا في العالم الإسلامي إلى الشرق والغرب لاستيراد الأفكار، وتسول الوسائل من خلف السهوب ومن وراء البحار ؟ لماذا اتجهوا إلى موائد غيرهم. ؟ لاقتباس قواعد الأخلاق وأصول التربية وعلم النفس والاجتماع . . ؟
إن الفلسفة التربوية الواضحة المنبثقة عن فلسفة اجتماعية شاملة أو عن تصـور متكامل لحـقـائق الألوهية، والكون، والإنسان، والحـيـاة، هي بداية أي إصـلاح اجتماعي، فضلا عن أن يكون هذا الإصلاح متصلا بعملية حاسمة في بناء البشر وبناء المجتمعات الإنسانية كمناهج التربية والتعليم.
إن مـا يمـيـز افراد مجتمـع مـا عـن افـراد مجتمع آخـر هـو ثقافـة ذلك المجتمـع ونـوع التربية السائدة فيه، إذ لا يميزهم غنـاهم أو فقرهم، ولا يتميـرون بـألوان أعينهم أو أشكال اجسادهم وإنما يتميزون بالتربيـة الـتي يتلقونها والتي تجعل منهم أشخاصا ذوي هوية محددة وواضحة.
العرب والمسلمون يشعرون بفداحة الخسارة التي لحقت بهم نتيجة ضعف مؤسساتهم التعليمية ونتيجة تسرب أبنائهم من المدارس قبل إكمال تعليمهم الأساسي، وهذا جعل كثيرا من الدول الإسلامية تزيد في الأموال المرصودة للتعليم، كما جعل كثيرا من الآباء يبحثون عن مدارس جيدة لأبنائهم، مما يعني أن عهدا جديدا في الاهتمام بالتعليم.
التربية التي تلقاها جيلنا لم تكن هي التربية الملائمة، بدليل الواقع الذي نعيشه اليوم، وسيقول الأبناء والأحفاد مثل قولنا إذا لم تسارع إلى تدبر أمورنا، وإصلاح ما لدينا من خلل في تربيتنا وعلاقاتنا وسلوكنا.
يبدو أن المقهورين يعانون من ازدواجية انغرست في ضمائرهم، فعلى الرغم من أنهم يشعرون بأنهم من غير الحرية لا يستطيعون تحقيق وجودهم الذاتي فانهم في نفس الوقت يخشون الحرية ويزاوجون بين احساسهم الخاص واحساس القاهر المتمثل في ضمائرهم وهكذا يحتدم الصراع بين أن يكونوا أنفسهم وأن يكونوا قاهريهم.
إن لهذا البحث عن أصول التربية الإسلامية ثم عن صياغتها في نظرية أو نظريات عبر العصور التاريخية أهمية بالغة. ذلك أنه يفسح المجال أولاً لتحديد موقع التربية الإسلامية ونظرياتها في تاريخ التربية وأنه من جهة ثانية بعث وإحياء لنظرة في التربية يحتاج إليها أشد الحاجة حالياً المجتمع الإسلامي عامة والعربي خاصة فيصوغها مراعياً اعتبارات العصر وظروف الحياة.
إن التعليم إن لم يوصل المتعلم إلى طريق الهداية أوجد لدى صاحبه استعدادا للتساؤل عنها وقبولها. والتربية الصحيحة وإن كانت ليست مطالبة بتوفير فرص عمل للشباب، لكنها تؤهلهم للتلاؤم مع الفرص الموجودة والفوز بها.