لا شك أنّ التربية في الصغر، تُعدّ السّياج الآمن الذي يُحصّن الإنسان من الفتن في المراحل التالية من العمر، لذا فإنّ منهج النبي – صلى الله عليه وسلم- في تربية الفتيان والفتيات والأطفال ركّز على المفاهيم التي تُقوي الإيمان والعقيدة وتغرس في النفوس الأخلاق الحميدة، لصناعة جيل قادر على قيادة الأمة خيري الدنيا والآخرة.
وحتى نحفظ شبابنا وأولادنا – في العصر الحالي وفي كل عصر- من الشِّبَاك التي ينصبها الأعداء لهم، علينا اتّباع المنهج النبوي في تربية هذه الفئة العمرية، قبل أن تسيطر الثقافة العلمانية والمادية على عقولهم وقلوبهم تمامًا، فتصعب رحلة العودة إلى تعاليم الشريعة الإسلامية، ويظل الشباب مقطوع الصلة بدينه مفتونًا بحضارة ماديّة لا شأن بها بالدين، لذا فإن حماية هذا الشباب المسلم، تقع على الآباء، ورجال التربية في البلاد الإسلامية.
منهج النبي في تربية الفتيان
ولقد دلّل الدكتور منير الغضبان – الداعية الإسلامي- على منهج النبي – صلى الله عليه وسلم- في تربية الفتيان من خلال مقال له يحمل العنوان، حيث قال: “في غزوة ذات الرقاع كان هناك فتى عمره في حدود الأربعة عشر أو الخمسة عشر عاما اسمه جابر بن عبد الله، كان أبوه قد أسلم ومضى إلى العقبة الكبرى وبايع الرسول – صلى الله عليه وسلم-، وكان من النقباء الاثني عشر واستشهد في أحد،
روى الإمام أحمد بسنده عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: “خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ، عَلَى جَمَلٍ لِي ضَعِيفٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: جَعَلَتْ الرِّفَاقُ تَمْضِي، وَجَعَلْتُ أَتَخَلَّفُ، حَتَّى أَدْرَكَنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَالك يَا جَابِرُ؟
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْطَأَ بِي جَمَلِي هَذَا.
قَالَ: أَنِخْهُ.
قَالَ: فَأَنَخْتُهُ، وَأَنَاخَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَعْطِنِي هَذِهِ الْعَصَا مِنْ يَدِكَ، أَوْ اقْطَعْ لِي عَصًا مِنْ شَجَرَةٍ.
قَالَ: فَفَعَلْتُ.
قَالَ: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَخَسَهُ بِهَا نَخَسَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: ارْكَبْ، فَرَكِبْتُ، فَخَرَجَ، وَاَلَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، يُوَاهِقُ نَاقَتَهُ مُوَاهَقَةً (أي يسابقها).
قَالَ: وَتَحَدَّثْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: أَتَبِيعُنِي جَمَلَكَ هَذَا يَا جَابِرُ؟
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلْ أَهَبُهُ لَكَ.
قَالَ: لَا، وَلَكِنْ بِعْنِيهِ.
قَالَ: قُلْتُ: فَسُمْنِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ (من المساومة وهي المفاوضة والأخذ والعطاء في تقدير ثمن السلعة).
قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُ بِدِرْهَمِ.
قَالَ: قُلْتُ: لَا. إذَنْ، تَغْبِنُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ!
قَالَ: فَبِدِرْهَمَيْنِ؟
قَالَ: قُلْتُ: لَا.
قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَمَنِهِ حَتَّى بَلَغَ الْأُوقِيَّةَ.
قَالَ: فَقُلْتُ: أَفَقَدْ رَضِيتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَهُوَ لَكَ.
قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُ.
[كل هذا من وقت الرسول – صلى الله عليه وسلم والمسلمون بحاجة إلى كل نفَس وكل نظر من الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن بناء هذا الإنسان وشعوره باهتمامه به وهو ابن شهيد وأبوه قدم كل ما عنده من أجل هذه الدعوة هو ما كان يهم الرسول – صلى الله عليه وسلم-، كأن ما له قضية في الدنيا إلا أن يشتري جمل جابر ليقضي دينه].قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا جَابِرُ، هَلْ تَزَوَّجْتَ بَعْدُ؟
قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: أَثَيِّبًا أَمْ بِكْرًا؟
قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلْ ثَيِّبًا.
قَالَ: أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ!
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ بَنَاتٍ لَهُ سَبْعًا، فَنَكَحْتُ امْرَأَةً جَامِعَةً، تَجْمَعُ رُءُوسَهُنَّ، وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ.
قَالَ: أَصَبْتَ إنْ شَاءَ اللَّهُ، أَمَا إنَّا لَوْ قَدْ جِئْنَا صِرَارًا أَمَرْنَا بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا يَوْمَنَا ذَاكَ، وَسَمِعَتْ بِنَا، فَنَفَضَتْ نَمَارِقَهَا.
قَالَ: قُلْتُ: وَاَللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ نَمَارِقَ.
قَالَ: إنَّهَا سَتَكُونُ، فَإِذَا أَنْتَ قَدِمْتُ فَاعْمَلْ عَمَلًا كَيِّسًا.
قَالَ: فَلَمَّا جِئْنَا صِرَارًا أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَزُورٍ فَنُحِرَتْ، وَأَقَمْنَا عَلَيْهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَلَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ وَدَخَلْنَا، فَحَدَّثْتُ الْمَرْأَةَ الْحَدِيثَ، وَمَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَدُونَكَ، فَسَمْعٌ وَطَاعَةٌ.
قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُ بِرَأْسِ الْجَمَلِ، فَأَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَنَخْتُهُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ جَلَسْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْهُ، قَالَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى الْجَمَلَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا جَمَلٌ جَاءَ بِهِ جَابِرٌ.
قَالَ: فَأَيْنَ جَابِرٌ؟
قَالَ: فَدُعِيتُ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ: يَا ابن أَخِي خُذْ بِرَأْسِ جَمَلِكَ، فَهُوَ لَكَ، وَدَعَا بِلَالًا، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ بِجَابِرِ، فَأَعْطِهِ أُوقِيَّةً.
قَالَ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَأَعْطَانِي أُوقِيَّةً، وَزَادَنِي شَيْئًا يَسِيرا….”.
جاء جابر إلى المدينة مسرورًا وذهب إلى المسجد ليأخد ثمن الجمل وهو بالنسبة له مبلغ كبير جدًا، فأعطاه الرسول الأوقية ثمن الجمل وأعطاه الجمل أيضا؛ فهو ليس بحاجة إليه لكنه كان يؤنس ابن أخيه وأمضى معه كل هذا الوقت من أجل أن يؤانسه، وأخذ جابر الجمل وثمن الجمل أوقية من ذهب ومضى، وهكذا نتعلم كيف نربي أبناءنا وشبابنا ولا نبخل عليهم بوقت أو جهد.
تربية الفتيان والفتيات
ولم يقتصر منهج النبي – صلى الله عليه وسلم- على تربية الفتيان دون الفتيات، فقد شاءت إرادة الله تعالى أن يكون نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم- أبًا للبنات دون البنين، فأبوة الرسول لبناته ورقي معاملته يعد حدثًا جديدًا في حياة المرأة، وفي هذا يقول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-: “والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم” (البخاري).
وقالت الدكتورة نسرين بنت عطية بن إبراهيم الزهراني – جامعة أم القرى السعودية-، في بحثٍ لها: اختزلت تربية الأب المثالي للبنات في شخصية النبي الكريم، فلا يوجد أروع من تلك الشخصية ولا أكمل منها على الإطلاق، فهو خير البشر على وجه الأرض، وهو نموذج حي لكل من رُزق بالبنات، فقد كان – صلى الله عليه وسلم- أبًا لبنات أربع، خرجن إلى الدنيا في أكرم بيت.
- الجانب الإيماني: اهتم النبي – صلى الله عليه وسلم- بتغذية الجانب الإيماني لدى الأمة بشكل عام ولدى بناته وزوجاته بشكل خاص، حيث بدأ النبي – صلى الله عليه وسلم- بأهل بيته وذويه، وذلك اشتغالًا بالأهم، وهو أن يبدأ المربي بعد تكميل نفسه بتكميل أهله، ومما يدل على حرص النبي – صلى الله عليه وسلم- على البدء بأهل بيته وبناته وخاصته، الحديث التالي:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “دخلَ عليَّ رسولُ اللَّهِ وعلى فاطمةَ منَ اللَّيلِ، فأيقظَنا للصَّلاةِ ثمَّ رجعَ إلى بيتِهِ فصلَّى هُويًّا منَ اللَّيلِ فلم يسمَع لَنا حسًّا فرجعَ إلينا فأيقظَنا، فقالَ: قوما فصلِّيا. قالَ فجلَستُ وأنا أعرُكُ عيني وأقولُ: إنَّا واللَّهِ ما نصلِّي إلَّا ما كَتبَ اللَّهُ لَنا، إنَّما أنفسُنا بيدِ اللَّهِ فإن شاءَ أن يبعثَنا بعثَنا، قالَ: فولَّى رسولُ اللَّهِ وَهوَ يقولُ ويضربُ بيدِهِ علَى فخذِهِ: ما نصلِّي إلَّا ما كتبَ اللَّهُ لَنا: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}” (مسند أحمد).
- الجانب الاقتصادي: حرص النبي – صلى الله عليه وسلم- على مراعاة هذا الجانب من خلال اليسر في صداق بناته، ومن خلال اليسر في وليمة العرس، حيث كان زواج بناته – رضي الله عنهن- مظهر من مظاهر التيسير وعدم التكلف بلا داعٍ، فلم يكن ليتعب أصهاره، وفيما يلي دليل ذلك:
عن ابن عباس – رضي الله عنهما- أنّ عليًّا قال: “تزوجت فاطمة رضي الله عنها فقلت يا رسول الله: ابنِ بي، قال: أعطها شيئًا، قلت: ما عندي من شيء، قال: فأين درعك الحطمية؟، قلت: هي عندي، قال: فأعطها إياه”، وفي ليلة زواج فاطمة رضي الله عنها قال رسول الله: “يا عليّ لابد للعروس من وليمة”، فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة، فلما كان ليلة البناء، قال: لا تحدث شيئًا حتى تلقاني، قال: فدعا رسول الله بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه عليٌّ عليه ثم قال: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما” (صحيح النسائي).
- الجانب النفسي: اهتم النبي – صلى الله عليه وسلم- بهذا الجانب في تعامله مع بناته، ويتجلى ذلك بالتأمل في المعاني التالية بأدلتها الشاهدة من تربيته: استشارته لبناته قبل تزويجهن، فقد رُوي أن أم عياش خادمة النبي – صلى الله عليه وسلم- دخلت إلى السيدة أم كلثوم تدعوها للقاء النبي – صلى الله عليه وسلم- لأخذ رأيها في أمر الزواج من عثمان؛ فلما أطرقت صامتة حياء من النبي، عرف أنها ترى ما يراه، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم- لعثمان: “لو أن عندي عشرًا لزوجتكهن واحدة بعد واحدة فإني عنك راضٍ”، وهناك أدلة كثيرة تؤكد هذا الجانب، منها احترام البنت وإعطاؤها قدرها في المجلس، وقبول طلب البنات وعدم رده، والاهتمام بأبنائهن.
- الجانب الاجتماعي: ومن مظاهر اهتمام النبي – صلى الله عليه وسلم- بالجانب الاجتماعي عنايته بأسرة بناته، فعن سهل رضي الله عنه قال: “ما كان لعلي رضي الله عنه اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دُعي به: جاء رسول الله بيت فاطمة، فلم يجد عليًا في البيت: فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني. فخرج فلم يَقِل عندي، فقال رسول الله لإنسان: أنظر أين هو؟ فجاء، فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب، فجعل رسول الله يمسحه عنه، ويقول: قم أبا تراب قم أبا تراب”.
تربية الأطفال
وإلى جانب تربية الفتيان والفتيات، اهتم رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بتربية الأطفال وأولى ذلك الأمـر عنايـة خاصـة؛ لأن الأطفـال هـم الأسـاس الـذي يُبنـى عليـه مستقبل الأمة وتقدمها، لذلك شجّع الرسول – صلى الله عليه وسلم- على الزواج وإنجاب الأطفال والاعتناء بتربيتهم.
وأوضح الدكتور ظافر عبد النافع عبد الحكيم – معهد إعداد المعلمات- نينوى، كيف أن الإسـلام يرى أن تربيـة الأطفـال مـن الأمـور الأساسـية والمهمـة للقيـام بمجتمـع سـليم، لـذا أولـى الرسـول هـذه الناحيـة أهميـة خاصـة، من خلال الآتي:
- اختيار الزوجة الصالحة: فهي التي سوف تلد وتربي الأطفـال تربيـة جيدة، فمن ذلـك قولـه – صلى الله عليه وسلم- عـن عبـد الله ابـن عمـر بـن العاص إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: “الدنيا متاع وخيـر متاعهـا المـرأة الصـالحة”، وكان الرسـول – صلى الله عليه وسلم- يحرص علـى أن يكـون للأسرة أولاد فكان يقول: “تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة”.
- استقبال ولادة المولود: بالأذان في أذنه، فبعد أن تضـع الأم طفلهـا كـان يـؤتى بـه إلـى الرسـول – صلى الله عليه وسلم- فيـؤذن فـي أذنه اليمنـى ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى، وكـان يقـوم بتحنيكه- أي يلوك التمر ثم يجعلها في فم الصـبي-، كما أوصى بالعقيقة، وحث علـى تسـمية الأولاد بالأسـماء الحسـنة.
- رحمة الرسول – صلى الله عليه وسلم- بالأطفال: ومن رحمة النبي – صلى الله عليه وسلم- بالأطفـال أنه كـان يتعهد الأطفال ويسأل عنهم و يتصابى لهم ويقـبلهم، فقـد ذكـر البخـاري عـن أبـي هريرة رضي الله عنه قال: “قبل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسـًا فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدًا، فنظر إليه الرسول – صلى الله عليه وسلم- ثم قال: من لا يرحم لا يُرحم”.
- ملاعبة الرسول – صلى الله عليه وسلم- للأطفال: كان الرسول – صلى الله عليه وسلم- يترك للصبي الحرية في اللعب بشرط عدم تعوده على العادات السيئة التي تضره، وحتى ينشأ قويـًا سـليمًا معـافًى، وحتـى يشـبع الطفـل رغباته فـي اللعـب.
- العدل بين الأولاد: وقد أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم- بالمساواة في العطاء بين الأولاد ، روى الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير قال: تصدق علي أبي ببعض ماله، فقالت أمي عمـرة بنـت رواحـه: لا أرضـى حتـى نشـهد رسـول الله – صلى الله عليه وسلم-، فانطلق أبـي إلـى النبـي – صلى الله عليه وسلم- ليشـهده علـى صـدقتي، فقـال لـه رسـول الله – صلى الله عليه وسلم-: “أفعلت هذا بولدك كلهم ؟” قال: لا، قال: “اتقوا الله واعدلوا في أولادكم”؛ فرجع أبي فرد تلك الصدقة.
- حسن تأديب الأطفال: كـان الرسـول – صلى الله عليه وسلم- يوصي بحسـن تـربية الأولاد حتـى يكونوا نواة صالحة لبنـاء المجتمـع، وعـدّ تربيـة الطفـل خيـر مـن التصـدق بصـاع، فقـد ذكـر جـابر بـن سـمرة رضي الله عنه عـن الـرسـول – صلى الله عليه وسلم-: “لأن يؤدب الرجل ولـده خيـر مـن أن يتصـدق بصـاع”.
- تعليم الأطفال الصلاة: أكد الله سبحانه وتعالى علـى الصـلاة، فقـال فـي سـورة لقمـان: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان: 17)، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: “علموا الصبي الصلاة لسبع سنين واضربوه عليها لعشر سنين”.
- تعليمهم القراءة والكتابة: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يأمر أسرى بدر الذين لم يستطيعوا أن يفدوا أنفسـهم بـأن يعلـم كـل مـنهم عددًا من صبيان المسلمين القراءة والكتابة، والطفـل إذا تعلـم القـراءة والكتابة سـوف يسـهل عليـه قـراءة القـرآن، وتنمو معـه موهبة حب العلم والمعرفة فتصبح جزءًا من حياته.
- تعليم الأطفال آداب الطعام: ذكـر أبـو حفـص عمـر بـن أبـي سـلمة بـن عبـد الأسـد- الـذي تربـى فـي بيـت النبـي – صلى الله عليه وسلم- بعـد زواج الرسـول – صلى الله عليه وسلم- مـن أمـه أم المـؤمنين رضـي الله عنهـا أم سـلمة- أنه كان فـي حجـر الرسـول – صلى الله عليه وسلم- وكانت يـده تطيش فـي الصـفحة- أي إنـاء الطعـام- فقـال رسـول الله – صلى الله عليه وسلم-: “يـا غـلام سـم الله تعـالى وكل بيمينك وكل مما يليك”، فقال: فما زالت تلك طعمتي بعد.
- تشجيع الرسول – صلى الله عليه وسلم- الأطفال على اللعب والرياضة: شجع الرسـول – صلى الله عليه وسلم- المسـلمين علـى اللعـب والرياضـة والسباحة والرماية وركوب الخيل، وقـد وردت عـدة أحاديـث فـي ذلـك، منهـا مـا رواه قـيس ابـن حـازم ومعـه رجـال مـن أصـحاب النبـي، قـال: هكـذا أمرنـا رسـول الله، قـال: “أمرنا أن نعلم أولادنا الرماية والقرآن”.
- نفقة الأب على أولاده: عدّ الرسول – صلى الله عليه وسلم- نفقة الأب على أولاده بمنزلـة الجهـاد فـي سـبيل الله، وذلـك حتـى ينشـأ الأطفـال ويتربّون تربية صـحيحة وسـليمة ويبتعـدون عـن العـادات السـيئة التـي قـد تضر بالطفل وصحته النفسيـة ومعيشته ضـمن المجتمـع، كالسرقة والغش والكـذب والخـداع، ولا ينظـر الطفـل إذا كـان محتاجـًا إلـى غيـره نظـرة ملؤهـا الحسـد، لـذا شجع الرسـول – صلى الله عليه وسلم- رب الأسـرة أن ينفـق علـى عائلتـه، ومـن ذلـك قـول الرسـول – صلى الله عليه وسلم-: “إذا أنفق المسلم نفقـة علـى أهلـه وهـو يحتسـبها كانـت لـه صدقة”.