معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات في فترة من فترات الحياة، وكثيراً ما يتساءل الآباء عن أجدى السبل للتعامل مع أبنائهم.
يقول الإمام الغزالي الله: «إن أطفالنا جواهر»، ويمكننا أن نضيف إلى ذلك فنقول: «ولكن كثيرا من الكبار حدادون»، وهم بحاجة إلى توجيه وإرشاد قبل الأبناء.
ويقول ابن القيم الله منبها إلى أهمية دور الأسرة في التربية: «وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً».
كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبت إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً، فأضعتك شيخاً.
ولقد ثبت لدى الباحثين بشكل قاطع تأثير السنين الأولى من العمر في باقي حياة الإنسان، فإحساس الولد بنفسه يأتي من خلال معاملتك له، فإن أنت أشعرته أنه (ولد طيب)، وأحسسته بمحبتك، فإنه سيكون عن نفسه فكرة أنه إنسان طيب مكرم، أما إذا كنت قليل الصبر معه، تنهال عليه باللوم والتوبيخ ليلًا ونهارًا، تشير إليه أنه (ولد غير طيب)، فإنه سينشأ على ذلك، ويكون فكرة سيئة عن نفسه، وينتهي الأمر به إما إلى الكآبة والإحباط، أو إلى التمرد والعصيان.
كيف تربي أبناءك في هذا الزمان
