وسائل الدفاع النفسي هي وسائل يستخدمها الإنسان دون وعي منه؛ للدفاع عن نفسه، من أجل وضعها في السياق الملائم بحيث لا يكون في موقع اللوم أو الانتقاد، وفيما يلي أهم هذه الوسائل التي يجب أن يتعرف عليها المربي و في تفاعله مع المتعلم، والتي تعتبر من أهم الخصائص الفردية المميزة للمتعلم:
- التبرير: وهي وسيلة منتشرة جداً عند جميع الناس، وتتم للخروج من اللوم أو الانتقاد وقد تكون ناضجة منطقية أو غير ناضجة منطقية أو غير منطقية وذلك حسب ذكاء وثقافة الشخص، فمثلاً إذا رسب المتعلم في الامتحان فهو يبرر ذلك بصعوبة الأسئلة أو بعدم وجود ظروف امتحان مناسبة أو بسبب آخر، مع العلم أن السبب الحقيقي هو عدم استعداده للامتحان استعداداً جيداً.
- الإسقاط: وهي وسيلة يتم من خلالها إسقاط الفشل أو العجز على الآخرين وكذلك المشاعر السلبية، فإذا كان المتعلم يكره المادة التي يدرسها يقول للآخرين أنتم تكرهونها، وإذا كان يكره معلمه فيقول هو الذي يكرهني ليرفع عن ذاته النقد.
- التقمص: ويتم من خلال هذه الوسيلة تقمص السلوك أو الانفعال أو الموقف أو القول الذي تمرس في عقل المتعلم الباطن من خلال شخص آخر له مكانة هامة ومؤثرة في حياته مثل والده أو معلمه أو شيخه أو سواه، فيتصرف سلباً أو إيجاباً في المواقف المتشابهة، فإذا تعرض لشتيمة مثلاً فهو لا شعورياً يتقمص انفعال الشخص المؤثر في عقله الباطن في الرد على ذلك صراخاً مثلاً أو هجوماً أو ضرباً أو شتماً أو صمتاً أو انسجاماً.
- التسامي: فالشخص الذي يحب العنف ومملوء بالعدوانية، ويجد ذلك مرفوضاً اجتماعياً يسعى بشكل لا شعوري نحو التسامي إلى عنف وعدوانية مقبولة اجتماعياً ولها احترامها، كأن يصبح ملاكماً أو مصارعاً؛ فيقوم بممارسة عنفه مقابل التصفيق له.
- صياغة ردة الفعل: فالشخص الذي يرسب في الامتحان يتوقع منه الحزن والغضب والضيق ولكنه باستخدام هذه الوسيلة يصنع ردة فعل غير متوقعة، كأن يضحك ويغني ويقول الحمد لله أنا كنت أتمنى الرسوب لأن الرسوب يدفع إلى التفوق.
- الإنكار: وهي وسيلة للخروج من التوتر، فإذا قيل للشخص أنت راسب في الامتحان مثلاً تكون هذه الوسيلة بدلاً من وسيلة يدافع عن نفسه، فينكر الرسوب ويقول لا بد من التأكد. هذا الخبر غير صحيح لعلهم أخطأوا في الاسم لعلهم أخطأوا في التصحيح وهكذا. أو إذا قيل له مات فلان أنكر ذلك أشد الإنكار لشدة محبته له، وهذه الوسيلة تستخدم بكثرة من الناس جميعاً في المستويات الثقافية المختلفة.
- التحول: فالمتعلم الذي ينتظر النجاح والتفوق ويجد أن درجاته في الامتحان قليلة يتحول فجأة ودون وعي منه إلى شخص مشلول أو أبكم؛ فينجو لا شعورياً من المؤاخذة ويجعل التركيز على حالته الصحيحة.
- الإزاحة: ويتم هنا إزاحة ردة الفعل الحقيقية من شخص إلى آخر أو من شيء إلى آخر لتفادي النتائج الصعبة. فالشخص الغاضب من مديره مثلاً يقوم بصب جام غضبه على زوجته أو أبنائه أو مراسل الدائرة أو أي شخص في طريقه، وقد يمارس العنف اللفظي والسلوكي لا شعورياً نتيجة هذه الوسيلة.
- التعويض: وهنا يقوم الشخص بتعويض النقص لديه بالتركيز لا شعورياً على سلوك أو إبداع لتفادي النظرة السلبية. فالفاشل في الدراسة مثلاً يركز لا شعورياً على قيادة السيارات في السباقات الخطيرة أو في التميز في لعبة كرة القدم أو سواها، والضعيف في حفظ النصوص مثلاً يلجأ إلى التحليل والأرقام وسواها.
- النكوص: وهنا يقوم الشخص لا شعورياً بالرجوع إلى مرحلة عمرية أصغر بما فيها من مستحقات، فالشخص الذي يشعر بالشيخوخة مثلاً يقوم بارتداء ألبسة شبابية أو يتصرف كالمراهقين لجلب الأنظار أو يستخدم مصطلحات لا تليق بسِنِّه.
- الكبت: محاولة دفن أو إخفاء الأحاسيس أو الأفكار المؤلمة من وعى الإنسان، وهذه الأحاسيس أو الأفكار بدورها قد تعود لتظهر على السطح بصورة رمزية.
وبصفة عامة فإن الكبت يعتبر الأساس أو القاعدة التي تنبع منها معظم الآليات الدفاعية الأخرى.
الأشخاص الطبيعيون عادة ما يستخدمون أساليب دفاعية مختلفة خلال مراحل حياتهم المختلفة، هذه الآليات الدفاعية يمكنها أن تصبح مرضية عندما يؤدى الاستخدام المتكرر لها إلى صعوبات في التكيف، والذي يتسبب بدوره في حالة نفسية أو جسدية سيئة؛ إذ إن الغرض من الدفاعات النفسية هو حماية الشخص لنفسه من التوتر أو التهديد أو النظرة المجتمعية السيئة، بالإضافة إلى إيجاد مأوى أو ملجأ معنوي يحميه من الموقف الذي لا يستطيع مسايرته في الوقت الراهن.
الخاتمة
ومما سبق يتبين لنا أن وسائل الدفاع النفسي هي عبارة عن أنواع من السلوك أو التصرفات التي ترمي إلى تخفيف حدة التوتر النفسي المؤلم والقلق وحالات الضيق التي تنشأ من استمرار حالة الإحباط مدة طويلة بسبب عجز الإنسان عن التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه، وهدفها وقاية الذات والدفاع عنها والاحتفاظ بالثقة في النفس واحترام الذات وتحقيق الراحة النفسية والأمن النفسي. وتتميز الحيل الدفاعية بما يلي:
-أنها تزور وتحرف الواقع المعاش.
– تعمل لا شعوريا بحيث لا يفطن الفرد إليها ومجرد قيامنا بها على مستوى الوعي يعني أنها لم تعد آلية دفاع.
-الحيل الدفاعية شائعة ومألوفة عند جميع الناس وهم يلجأون إليها في كثير من المناسبات غير أن التعود عليها والإسراف فيها يدل على وجود حالة مستمرة من سوء التوافق، وعلى وجود خلل أو بداية اضطراب نفسي قد يقود صاحبه إلى مشاكل ومضاعفات سلبية.