فهذا هو الجزء الأول من سلسلة (التربية الرشيدة)، وقد خصصت الجزء الثاني للحديث عن أهم عشر قواعد في تربية الأبناء، أما الجزء الثالث؛ فقد تحدثت فيه عن الحوار والتواصل الأسري، وقد رأيت تخصيص هذا الجزء للكلام عن مجموعة المبادئ والقيم والمفاهيم التي تجسد خارطة السير للأسرة المسلمة، وترسم ملامح اتجاهها في هذه الحياة على مستوى الرؤية والأخلاق والسلوك والعلاقات والاهتمامات … وأعتقد أن وضوح الاتجاه والمسار يشكل شيئاً في غاية الأهمية لاستقامة حياة الأسرة ونجاحها، كما يشكل شيئاً مها في تحديد الأساليب والتقنيات التي ينبغي أن يتبعها الأبوان في تربية الأبناء. ويكسب توضيح الاتجاه والوعي به اليوم أهمية إضافية بسبب هذا الاختلاط والتمازج الثقافي الذي لم يسبق له مثيل، حيث صار الكثير من الناس الحريصين على النقاء والصلاح والمحافظة على الهوية الإسلامية، يطرحون الكثير من الأسئلة حول الكثير الكثير من المفاهيم والتصرفات والمواقف، ومدى انسجامها مع العقيدة والرؤية الإسلامية.