اِختَرْ أَنْ تكونَ مِنَ الصَّفْوَةِ
فَعامةُ الناسِ يميلون إلى تصديقِ كُلِّ ما يصلُهُمْ
ثم يُعيدونَ نشرَهُ دونَ إِعمالِ عقولِهمْ
ولو علِمُوا عِظَم فِعْلِهمْ وما يَجُرُّهُ على الآخرينَ من مصائبَ
مَا فعلوهْ!
أَمَّا أنتَ.. فكُنْ مِنْ هؤلاءِ الذين ينتقون غِذاءَ عقولِهمْ
ويُحيطون أنفسَهم بالنافعينَ الراشدينَ على هذه المنصاتْ
تذكرْ دائمًا أنَّهُ ليسَ كلُّ ما يُعرفُ يُقالْ
وليسَ كلُّ ما يقالُ حضرَ أهلُهْ
وليسَ كلُّ ما حضرَ أهلُهْ حضرَ وقتُهْ
لأنَّ كلَّ ما يُعلمُ يجبُ أنْ يُمَحَّصْ
فتحرَّ وتبينْ وتثبتْ
فالأصلُ في دينِنا أن نُّدققَ في كلِّ ما يصلُنا من معلوماتْ
فالعاملونَ بكتابِ الله يتخذونَ مِنهاجًا لهم قولَ اللهِ:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينْ)
ولمْ يَعُدِ التثبتُ في أيامِنا هذهِ صعبًا
إِذْ بضغطةِ زِرِّ واحدةٍ يُمكنكَ التحققُ والتأكدُ
مِن صِدْقِ ما وصلَكَ ومصدرِهِ ومصداقيتِهْ
إِذَا راجَتِ الرائجةُ ودارتِ الألسنُ
وامتلأتِ الصفحاتُ بالحديثِ- بعلمٍ وبغيرِ علمٍ- عنْ أمرٍ ما
ليس كل ما يعرف يقال !
