يحث الإسلام على احترام كبار السن وتوقيرهم، ويضع لهم مكانة خاصّة في المجتمع، لِمَا لهم من خبرات وتجارب وحكمة، ولأنه واجب على المسلمين أن يردوا الجميل لِمَن قدّموا لهم الخير، فاحترام المسنين ورعايتهم واجب ديني وأخلاقي، ومن صفات المؤمنين الصالحين، ومن شأنه أن يساهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.
ولقد عدّ الإسلام رعاية المسنين، وتعاهُدِهم، من أعظم أسباب التكافل الاجتماعي ومن جليل أعمال البر والصلة؛ ذلك أنه عندما يتقدّم العمر ويهن العظم ويشتعل الرأس شيبًا، يحتاج الكبير إلى رعاية خاصة، واحترام وتبجيل، وحُسن صحبة بالمعروف.. فكيف نتعامل مع هذه الفئة العمرية تربويا؟
مكانة كبار السن في الإسلام
وأشار القرآن الكريم، في آيات كثيرة إلى فئة كبار السن وضرورة توقيرهم ورعايتهم، يقول الله- سبحانه وتعالى-: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا) [غامر: 67]، والشيخوخة مرحلة ضعف، قال تعالى: (ثمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً) [الروم: 54].
فالأيام ومُضِي الأعوام وعوامل النّحت تعمل عملها في الإنسان؛ وقد عبَّر عن ذلك نبي الله زكريا، حينما قال: (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّا)، فهذه طبيعة الإنسان، أن يَهِنَ عظمه، وتضعف قوته وحيلته، ويفتقر إلى معونة غيرِه.
ومن الشيخوخة مرحلة متأخرة سماها القرآن الكريم أَرْذَلُ العُمُر: (ووَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) [الحج: 5]. وأرذل العمر كما قال ابن عباس: أردؤه، ولقد استعاذ النبي- صلى الله عليه وسلم- بالله من أمور خمسة؛ فقال: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأعُوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ” (البخاري).
وإخوة يوسف (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 78]، فقالوا مستعطفين ليوفوا بعهد أبيهم: إن له أبا شيخا كبيرًا، أي كبير القدر، يحبه ولا يطيق بُعده.. فهذا هو شيء من شأن الكبير وقدره في كتاب الله تبارك وتعالى.
وأكدت الأحاديث الواردة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ضرورة إكرام الكبير، من ذلك أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ من إجلالِ اللَّهِ إِكْرامَ ذي الشَّيبةِ المسلِمِ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنهُ، وإِكْرامَ ذي السُّلطانِ المقسِطِ” (صحيح أبي داود).
وأمر النبي- صلى الله عليه وسلم- بأن يبدأ بتقديم الشرب للكبار في السن، ففي الحديث أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا سقى قال: “ابدءوا بالكبراء أو قال: بالأكابر” (رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح).
وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يُوقّر الكبير، فعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: أرَانِي أتَسَوَّكُ بسِوَاكٍ، فَجَاءَنِي رَجُلَانِ، أحَدُهُما أكْبَرُ مِنَ الآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الأصْغَرَ منهمَا، فقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إلى الأكْبَرِ منهمَا”.
قال ابن بطال- رحمه الله-: “فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق به الطعام والشراب والمشي” يعني حتى لا يمشي الأصغر أمام الأكبر، والمشي والكلام، وقال المهلب: “هذا ما لم يترتب القوم في الجلوس، فإذا ترتبوا في الجلوس فالسنة حينئذ تقديم الأيمن”.
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يَتَمَنَّى أحَدُكُمُ المَوْتَ، ولا يَدْعُ به مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَهُ، إنَّه إذا ماتَ أحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وإنَّه لا يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمْرُهُ إلَّا خَيْرًا” (مسلم).
وحتى أثناء الحرب، لم ينسَ النبي- صلى الله عليه وسلم- المُسنّين، فقد روى الطبراني عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا بعث جيشًا أو سرية دعا صاحبهم، فأمره بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا، ثمَّ قال :”اغزوا بسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا وتغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ولا شيخا كبيرا”.
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: جاء شيخ يريد النبي- صلى الله عليه وسلم-، فأبطأ القوم عنه أن يُوسعوا له، فقال- صلى الله عليه وسلم- :”ليس منّا مَن لم يرحم صغيرنا ويعرِفْ شَرَفَ كبيرنا”. (أَبُو داوود، والترمذي).
والكبار الصالحون خيرُ الناس، فعن عبد الله بن بسر أنّ أعرابيًّا قال: يا رسول الله، مَن خيرُ الناس؟ قال: “مَن طال عمرُه، وحسُن عمله” (صحيح الترميذي).
ويوم أنْ دخل النبي- صلى الله عليه وسلم- مكة فاتحًا مُنتصرًا، وإذا بأَبي بَكْرٍ- رضي الله عنه- آخذًا بيدي أبيه أَبِي قُحَافَةَ، ذلك الشيخ الكبير، يسوقه إِلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “أَلَا تَرَكْتَهُ حَتَّى نَكُونَ نَحْنُ الَّذِي نَأْتِيهِ”، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَأْتِيَكَ” (أحمد وصححه الألباني).
وقَسَمَ النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذات مرَّةٍ ثيابًا على الناس، وَلَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ شَيْئًا، وكان شيخًا كبيرًا حادّ اللسان، غليظ الطبع، فَقَالَ مَخْرَمَةُ لولده: يَا بُنَيَّ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، قَالَ: ادْخُلْ فَادْعُهُ لِي، قَالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ له- وقد أمسك بيده أحدَ هذه الثياب-: “خَبَأْتُ هَذَا لَكَ”، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ الشيخ: “رَضِيَ مَخْرَمَةُ” (متفق عليه).
واقتدى الخلفاء الراشدون بهدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في إكرام المسنين وعدم التعرّض لهم في الحرب، فهذا أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- يُوصي أسامة بن زيد- رضي الله عنه- حيث بعثه إلى الشام إنفاذا لأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، قبل وفاته بوصايا نفيسة وكان مما جاء فيها :”يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر، فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيرا، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة …”، مستلهما في ذلك قول الرسول الكريم.
وسطّرت كُتُب التاريخ موقف الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مع الشيخ اليهودي الكبير، فيَذْكر أبو يوسف في كتابه “الخراج”، أنّ عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مرّ بباب قوم وعليه سائل يسأل، شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه فقال: من أيّ أهل الكتب أنت؟ قال: يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن.
قال: فأخذ عمر- رضي الله عنه- بيده فذهب به إلى منزله، فرضخ له- أي أعطاه- من المنزل بشيء ثمَّ أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، فوالله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثمَّ نخذله عند الهرم: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينَ” فالفقراء هم المسلمون والمساكين من أهل الكتاب”، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.
وكان عمر- رضي الله عنه- يخرج في سواد الليل كلَّ يوم، فرآه طلحةُ في يومٍ من الأيام، فلما جاء الصبح ذهب إلى ذلك البيت، فإذا هو بعجوزٍ عمياءَ مقعدة، فقال لها: ما بال هذا يأتيكِ؟! قالت: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا، يأتيني بما يُصلحني، ويخرج عني الأذى. فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة، أعثرات عمر تتبع!!”.
وكان أبو هريرة- رضي الله عنه- إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه، فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتِني صغيرًا، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرًا، وإذا أراد أن يدخل صنع مثله.
هذه المعاملة الطيبة من الصحابة للمسنين، لم تقتصر عليهم وحدهم، حيث توارثها التابعون من بعدهم، فها هو الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله- كان من أشد الناس توقيرًا لإخوانه، ولمن هو أسن منه، فيروى عند المروزي أنه جاءه أبو همام راكبا على حماره، فأخذ له الإمام أحمد بالركاب. وقال المروزي: “رأيته فعل هذا بمن هو أسن منه من الشيوخ”.
ودخل سليمان بن عبد الملك مرّة المسجد، فوجد في المسجد رجلًا كبير السن، فسلم عليه، وقال: يا فلان، تحبُّ أن تموت؟ قال: لا، ولمَ؟ قال: ذهب الشبابُ وشرُّه، وجاء الكِبَرُ وخيرُه، فأنا إذا قمت قلت: بسم الله، وإذا قعدت قلت: الحمد لله، فأنا أحب أن يبقى لي هذا.
كيف نتعامل مع كبار السن تربويًا؟
ووجّه الإسلام إلى التعامل الصحيح مع كبار السن والشيوخ، فوضع القواعد والخطوط العريضة للتعامل تربويّا معهم، من ذلك:
- تقديمهم في المواقف المختلفة: مثل التحدث والتصدر في المجالس، والبدء بالطعام والجلوس، وغير ذلك، فالأولى في الصلاة أن يليَ الإمام مباشرةً كبار القوم وذوو المكانة والمنزلة العلمية والعمرية وأهل العقول والحكمة؛ قال- صلى الله عليه وسلم- “لِيَلِني منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم” (مسلم).
- تقديمهم في الكلام: فكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا تحدث عنده اثنان بأمر ما، بدأ بأكبرهما سنًّا، وقال: كَبِّرْ كَبِّرْ، وعن ابن عمر أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “أراني أتسوك بسواك، فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كَبِّرْ، فدفعته إلى الأكبر منهما” (مسلم).
- مناداتهم بألطف خطاب وأجمل كلام: فإنه ليس من أدب الإسلام الاستخفاف بالكبير، أو إساءة الأدب في حضرته، أو رفع الصوت بحضرته أو في وجهه بكلام يسيء إلى قدره وعمره؛ روى الشيخان عن سمرة بن جندب- رضي الله عنه- أنه قال: “لقد كنتُ على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غلامًا، فكنت أحفَظ عنه، فما يَمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالًا هم أسن مني”.
- الدعاء لهم بطُول العمر: وأن يكون ذلك في طاعة الله، والدعاء لهم بالتمتُّع بالصحة والعافية، وبحسن الخاتمة، ومن بر الوالدين الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما؛ قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24].
- كفالتهم ماديا: فمن واجب الشباب توفير الغذاء والدواء للمسنين، وكذلك توفير الملبس والمسكن لهم، وأولى الناس بالاهتمام بهذا الأسرة والأولاد؛ فكما ربَّاهم صغارًا، يجب أن يَكفلوه كبيرًا، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ولا يجوز لأبنائه وذويه بحال أن يفرِّطوا في هذا الواجب، يقول تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان: 14].
- احترامهم وتقديرهم: بأن نبادرهم بالسلام والمصافحة، والسؤالُ عن حالهم، وتقبيلُ رأسهم، والتبسُّم والبشاشةُ في وجوههم، وأنْ نُشعرهم بفرحنا وسرورنا لرؤيتهم.
- مدحهُم والثناء عليهم: وذكرُ محاسنهم وماضيهم، وإبرازُ جهودهم وأعمالهم، فهم أشدُّ ما يكون رغبةً، في الحديث عن ماضيهم وتاريخهم.
- عدمُ التَّدقيق عليهم في كلِّ شيء: وعدمُ مُحاسبتهم على كلِّ كلمة يقولونها، فما عاد لهم صبرٌ على الأخذ والردّ، وما عادوا يحتملون الانتقاد والعتاب.
- إكرامهم بالهدايا الْمُحبَّبةِ إليهم: حتى يشعروا بأن لهم مكانةً ومنزلةً عند الناس، ومُمازحتهم ومُداعبتُهم؛ فهذا يفرحهم ويشرح صدورهم، فهم أحوج إلى هذا من غيرهم.
- مُشاورتُهم واحترامُ رأيهم: وملء فراغهم بالأمور النافعة، ومن ذلك ربطُهم بالمساجد، والمشاركة في الأنشطة والمخيمات والرحلات، وأداء العمرة، وزيارتهم في بيُوتهم، ومُؤانستهم في محلِّ إقامتهم.
كبير السن في المجتمع المسلم يعيش في كنف أفراده، ويجد له معاملة خاصة تتميز عن الآخرين، ولم تقتصر هذه الرعاية على المسن المسلم، بل امتدت يد الرعاية لتشمل كل المسنين على اختلاف عقائدهم وألوانهم.
مصادر ومراجع:
- الدكتور محمد الواصل: كبير السن وحقوقه في الإسلام.
- محمد بن يوسف الصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد 4/70.
- إسلام ويب: رعاية كبار السن.
- ابن حجر: فتح الباري 1/357.
- محمد صالح المنجد: تعامله صلى الله عليه وسلم مع كبار السن.
- محمد شمس الحق العظيم آبادي: عون المعبود 13/132.
- أبو يوسف: كتاب الخراج، ص 139.