انتشر داء قسوة القلب في زماننا فغيّر حال كثيرٍ من العباد، حيث هو المسؤول عن إهمال الطاعات وأعمال الخير، وتعليق الآمال بالدنيا ونسيان الآخرة، وجعل الحياة موحشةً مظلمة، رتيبة رغم الملهيات والملذَّات ورغد العيش المُتنعَّم به الإنسان.
والقلب القاسي أبعد ما يكون من الله تعالى، وعن دينه وشرعه وتعاليمه، لذا ذمّ الله- سبحانه تعالى- في كتابه هذا الدّاء العضال، الذي ظهر في الأمم السابقة، مثل اليهود وغيرهم، فكانت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة.
قسوة القلب في القرآن والسنة
وفي اللغة، فإنّ القسوة تأتي من اسمٌ مِن قَسا القَلبُ يقسو قَسوةً وقَساوةً وقَساءً، وهو غِلَظُ القَلبِ وشِدَّتُه، والقَسوةُ: الصَّلابةُ في كُلِّ شَيءٍ، وأصلُ هذه المادَّةِ يدُلُّ على شِدَّةٍ وصَلابةٍ.
وفي الاصطلاح، قال ابنُ منظورٍ: هي ذَهابُ اللِّينِ والرَّحمةِ والخُشوعِ منه، وقال الجاحِظُ: “التَّهاوُنُ بما يَلحَقُ الغيرَ من الألمِ والأذى”.
وأشار القرآن الكريم إلى قسوة القلب في العديد من الآيات، من ذلك قول الله- سحانه وتعالى-: (أَلَمْ يَانِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون) [الحديد: 16].
قال ابن كثير: “يقول تعالى في هذه الآية: أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر اللَّه، أي تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن، فتفهمه وتنقاد له، وتسمع له وتطيعه”، قال ابن عباس- رضي اللهُ عنهما-: “إن اللَّه استبطأ قلوب المؤمنين، فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن، فقال: (أَلَمْ يَانِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) الآية.
وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود- رضي اللهُ عنه- أنه قال: “ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا اللَّه بهذه الآية: (أَلَمْ يَانِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)، إلا أربعُ سنين”.
وتوعَّد اللَّه أصحاب القلوب القاسية بالعذاب الأليم، وبيَّن أن قَسْوة القلب سبب للضلال وانغلاق القلب، فلا يخشع ولا يعي ولا يفهم، قال تعالى: (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ) [الزمر: 22].
وذم اللَّه في كتابه قسوة القلوب، وأخبر أنها مانع عن قبول الحق والعمل به، قال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون) [البقرة:74].
قال ابن عباس- رضي اللهُ عنهما- في قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ)-: “أي من الحجارة لألين من قلوبكم، عمَّا تدعون إليه من الحق فلا تستجيبون”.
وروى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص- رضي اللهُ عنهما-: أن عطاء بن يسار سأله أن يخبره عن صفة رسول اللَّه- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في التوراة، قال: أجل واللَّه إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وحرزًا للأمِّيِّين، أنت عبدي ورسولي سمَّيتك المتوكِّل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخَّاب في الأسواق (أي: لا يَرفَعُ صَوتَه على النَّاسِ)؛ ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه اللَّه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فيفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلفًا (البخاري).
وفي الصحيحين من حديث عبد اللَّه ابن مسعود- رضي اللهُ عنه -: أن النبي- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال له: “اقرَأ عَلَيَّ؟” قلت: يا رسول اللَّه آقرأ عليك وعليك أُنزل؟! فقال النبي- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “نَعَم”؛ فقرأتُ سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا) [النساء:41]؛ قال: “حَسْبُكَ الآنَ”، فالتفتُّ إليه: فإذا عيناه تذرفان.
أسباب قسوة القلب
وأسباب قسوة القلب عديدة، نذكر منها ما يلي:
- كثرة ارتكابِ المعاصي والمحرَّمات: فالمعصية- وإن كانت صغيرة- تمهِّد الطريق لأختِها حتى تتابع المعاصي، ولا يدرك صاحبُها الخطر، قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “إن العبد إذا أخطأ خطيئةً، نُكِتَتْ في قلبه نُكتةٌ سوداءُ، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سُقِل قلبُه، وإن عاد زِيدَ فيها حتى تعلوَ قلبه، وهو الرانُ الذي ذكر الله: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14] (صحيح الترمذي).
- الغفلة: وهي مرض خطير، إذا استحوذ على القلوب، وتمكَّن من النفوس، واستأثر على الجوارح، أدَّى إلى انغلاقِ كلِّ أبواب الهداية، وقد أخبر الله تعالى عن أصحابِ الغفلة أنهم أصحابُ قلوب قاسية، لا ترقُّ ولا تلين، ولا تنتفع بالموعظة، مع أن لهم أعينًا يبصرون بها ظواهر الأشياء. يقول جل وعز: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179].
- التعلق بالدنيا والانشغال بملذَّاتها: فمع أن هذه الدنيا تافهةٌ لا تساوي عند الله جناح بَعوضة، يأتي العبد ويتعلَّق بها ويتلهَّى بملذَّاتها وملاهيها.
- الإعراض عن ذكر الله تعالى: قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه: 124]. وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “مثل المؤمن الذى يذكرُ ربه، والذى لا يذكر ربه، مثلُ الحي والميت” (البخاري).
- التفريط في الفرائض ونقض عهد الله: قال الله تعالى (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) [المائدة: 13]. وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “كل أمتي معافى إلا المجاهرين” (متفق عليه).
- الجهل بالدين وترك التفقه فيه: قال الله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28]. فمن كان بالله أعلم، كان أكثر خشية له، فالجهل من أعظم أسباب قسوة القلوب، وقلة الخشية من الله عز وجل.
- اتباع الهوى والشهوات وعدم قبول الحق والعمل به: قال تعالى (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) [الصف: 5]. أي : لما تركوا الحق عمدا وانصرفوا عنه، صرفهم الله عن الهدى.
- افتِقادُ خُلُقِ الرَّحمةِ والإحسانِ وغَيرِهما مِن مَكارِمِ الأخلاقِ: فعن عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها قالت: جاءَ أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: تُقَبِّلونَ الصِّبيانَ؟ فما نُقَبِّلُهم! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “أو أملِكُ لك أن نزعَ اللهُ مِن قَلبِك الرَّحمةَ!” (البخاري ومسلم).
- التَّعَصُّبُ للرَّأيِ وكَثرةُ الجِدالِ: قال الشَّافِعيُّ: (المِراءُ في العِلمِ يُقَسِّي القَلبَ، ويُورثُ الضَّغائِنَ) (الضَّغائنُ: جمعُ ضغينةٍ، وهي الحِقدُ).
- النظر في كتب أهل البدع والتأثر بمذهبهم: فالاشتغال بها يصرف المسلم عن الكتب النافعة ويحرمه من الانتفاع بها.
- التوسع في المباحات: فالإكثار من ملذات الدنيا، والركون إليها مما يقسي القلب، وينسيه الآخرة.
- كثرة الضحك والانشغال باللهو: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “لاَ تُكثروا الضَّحِكَ ، فإنَّ كثرةَ الضَّحِكِ تميتُ القلبَ” (صحيح ابن ماجه).
- أكل الحرام: ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- أن “الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!” (مسلم).
علاج تربوي وإيماني
وبعد التعرف إلى بعض من أسباب قسوة القلب وتحجره، فإن العلاج التربوي والإيماني لهذا المرض العضال، يتلخص في النقاط التالية:
- تعلم العلم الشرعي من القرآن والسنة الذي يعين على المعرفة بالله تعالى وتوحيده: فمن عرف ربه حق المعرفة رق قلبه، ومن جهل حق ربه قسا قلبه، ولا يكون القلب قاسياً إلا إذا كان صاحبه من أجهل العباد بالله عز وجل وبحقه في التوحيد وإخلاص العبادة له عز وجل، وكلما عظم الجهل بالله وبحقوقه كان العبد أكثر جرأة على حدوده ومحارمه، وكلما وجدت الشخص يديم التفكير في ملكوت الله، ويتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى، وجدت في قلبه رقة.
- تذكر الموت وما بعده: من سؤال القبر وظلمته ووحشته وضيقه، وأهوال الموت وسكراته، ومشاهدة أحوال المحتضرين وحضور الجنائز، فإن هذا مما يوقظ النفس من نومها، ويوقفها من رقادها، وينبهها من غفلتها، فتعود إلى ربها وترق، ولهذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول: “أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ” (البخاري).
- زيارة القبور والتفكر في حال أهلها: وكيف صارت أجسادهم تحت التراب وكيف كانوا يأكلون ويتمتعون ويلبسون ما لذ وطاب فأصبحوا تحت التراب في قبورهم، وتركوا ما ملكوا من أموال وبنين، ويتذكر أنه قريبًا سيكون بينهم، وأن مآله هو مآلهم، ومصيره هو مصيرهم، فزيارة القبور عظة وعبرة، وتذكير وتنبيه لأهل الغفلة، ولهذا قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ أَلَا فَزُورُوهَا، فَإِنَّهُ يُرِقُّ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ، وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا” (أحمد والحاكم وصححه الألباني).
- النظر في آيات القرآن الكريم: والتفكر في وعده ووعيده وأمر ونهيه، فما قرأ عبد القرآن وكان عند قراءته حاضر القلب مفكرًا متدبرا إلا وجدت عينه تدمع، وقلبه يخشع، ونفسه تتوهج إيمانا من أعماقها، وما تلا عبد القرآن حق تلاوته أو استمع إلى آياته إلا وجدته رقيقاً قد خفق قلبه واقشعر جلده من خشية الله: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23].
- تذكر الآخرة والتفكر في القيامة وأهوالها: والجنة وما أعد الله فيها للطائعين من النعيم المقيم، والنار وما أعد الله فيها للعاصين من العذاب المقيم، فإن ذلك يذهب الغفلة عن القلوب، ويحرك الهمم الساكنة والعزائم الفاترة، فتقبل على ربها إقبال المنيب الصادق، وعندها يرق القلب.
- الإكثار من الدعاء واللجوء إلى الله: قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، [غافر: 60].
- المحافظة على الفرائض: قال الله تعالى: “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” [العنكبوت: 45].
- تحرى الحلال فى الكسب وأداء الأمانة.
- الإكثار من النوافل والطاعات: “وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ” (البخاري).
- النظر في سير العلماء وصحبة الصالحين، قال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع.
- الزهد في الدنيا والتأمل في قصرها وتغير أحوالها والرغبة في ما عند الله من النعيم.
- زيارة المرضى وأهل البلاء ومشاهدة المحتضرين والاتعاظ بحالهم.
- الإكثار من ذكر الله والاستغفار: فإن للقلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله، قال سبحانه تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
- زيارة العلماء الربانيين الصالحين وصحبتهم ومخالطتهم والقرب منهم: فهم يأخذون بيدك إن ضعفت، ويذكرونك إذا نسيت، ويرشدونك إذا جهلت، إن افتقرت أغنوك، وإن دعوا الله لم ينسوك، قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].
- محاسبة النفس: فإن الإنسان إذا لم يحاسب نفسه ويعاتبها وينظر في عيوبها، ويتهمها بالتقصير لا يمكن أن يدرك حقيقة مرضها، وإذا لم يعرف حقيقة المرض فكيف يتمكن من العلاج؟! لهذا لا بد من تذكير النفس بضعفها وافتقارها إلى خالقها، وإيقاظها من غفلتها، وتعريفها بنعم الله عليها، ومراقبتها ومحاسبتها على كل صغيرة وكبيرة حتى يسهل عليه قيادها والتحكم فيها.
إن من أعظم العقوبات التي يبتلى بها العبد قسوة القلب وتحجره، لأنها تذهب اللين والرحمة والخشوع منه، لذا على الإنسان أن يتجنب كل ما يتسبب في هذا المرض، ويسأل الله العافية منه.
مصادر ومراجع
- ابن فارس: مقاييس اللغة 1/753.
- الفيومي: المصباح المنير 2/503.
- ابن منظور: لسان العرب 13/255.
- الخادمي: بريقة محمودية 4/97.
- أبو حامد الغزالي: إحياء علوم الدين 3/86.
- البيهقي: الاعتقاد ص 239.
- محمد محمود النجدي: قسوة القلوب.
- خالد سعود البليهد: علاج قسوة القلب.