ينسبون إلى عيسى عليه السلام أنه قال: (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان). وهذا هو عين الحقيقة؛ حيث إن الله – تعالى – فطر الإنسان على الاحتياج إلى الكثير من الأشياء، وليس الطعام والشراب سوى شيء يسير من حاجاتنا، وإن الكمال البشري والتقدم الإنساني منوطان بمدى إشباعنا لحاجاتنا الروحية والنفسية والعقلية. وعلى مدار التاريخ كان إدراك الناس لحاجات الجسد أوضح وأقوى من إدراكهم لحاجات الروح والعقل. وهذا مفهوم؛ فتلبية حاجات الجسد من أجل البقاء أحياء، أما تلبية حاجات العقل والروح فمن أجل التعرف على الله – تعالى – وفهم الإسلام حق الفهم ومن أجل السعادة والارتقاء ورؤية الكون على ما هو عليه، وهذه لدى الوعي البشري لا تصنف مع الضروريات.