إنّ صلاح القلب طريق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة؛ فالمسلم الذي يُصلح قلبه يُصبح أقرب إلى الله تعالى، وينال رضاه، ويُسعد في الدارين، وهذا يُفسّر أنّ القلب هو محل نظر الله من العبد، وبصَلاحه تستقيم الجوارح، وتصلح الأعمال، وتطيب الحياة.
وصاحب القلب النقي الصالح ينزعج من التفريط، ويتحسر على فوات الطاعة، فإذا فاته ورده من القرآن الكريم حَزِن، وإذا شغله عن العبادة أمرٌ من أمور الدنيا تحسّر على ما فاته.
أسباب صلاح القلب
وأسباب صلاح القلب ونقائه تتلخص في القيام بالأمور التالية:
- الإكثار من تلاوة القرآن واستماعه: فهذا من أسباب لين القلوب وصلاحها، فما قرأ عبدٌ القرآنَ، وكان عند قراءته حاضر القلب متدبرًا لِما يمر عليه من آيات، إلا ويجد لينًا في قلبه، وزيادةً في إيمانه، يقول تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].
- شهود الجنائز وزيارة القبور: لما يترتب عليها من لين القلوب وصلاحها؛ قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “كنت نهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ فإنها تُزهِّد في الدنيا، وتُذكِّر الآخرة” (أحمد وأبو يعلي).
- حضور مجالس الذكر، وكثرة ذكر الله- جل وعلا- على كل حال؛ قال ابن القيم: “إن في القلب قسوةً لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى”. وقال رجل للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوة قلبي، قال: “أذِبْهُ بذكر الله عز وجل”.
- زيارة المرضى: للاعتبار بحال أهل البلاء، ومخالطة المساكين والفقراء؛ قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “انظروا إلى من هو أسفلَ منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقَكم ، فإنه أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمةَ اللهِ عليكم” (الترمذي).
- مجالسةُ الصالحين: الذين ينتقون أطايبَ الكلمات كما يُنتقى أطايب الثمر، وربنا يأمر نبيه- صلى الله عليه وسلم- (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [الكهف: 28].
- الدعاءُ بالصلاح: قال الله جل وعز: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) [البقرة: 186].
- الاقترابُ من الأيتامِ والمساكين: فالقلب يلين حينما يشاهدُ أولئك المساكين، وتزول عنه وحشته، لذا كان مجلس النبي- صلى الله عليه وسلم- مليئًا بالمحتاجين، وكان يعيش بروحه مع همومهم وأحزانهم.
- الإكثارُ من ذكر الله: فهو دواء القلوب وراحة للنفوس يقول تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
- تذكر الوقوف بين يدي الله تعالى، يقول سبحانه: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) [البقرة: 281].
- محبةِ الله تعالى: فلا فلاحَ ولا صلاحَ ولا استقامةَ ولا لذةَ ولا طِيبَ إلا بمحبَّةِ اللهِ تعالى، قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجَدَ بهنَّ حلاوةَ الإيمانِ: أن يكون اللهُ ورسولُه أحبَ إليه مما سواهما” (البخاري ومسلم)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: “فالمحبةُ أعظمُ واجبات الدين وأكثرُ أصولِه وأجلُّ قواعدِه، بل هي أصلُ كلِّ عملٍ من أعمالِ الإيمانِ والدِّينِ”.
- البُعدِ عن أسبابِ فساد القلب، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب: 53]، قال السِّعدي- رحمه الله-: “وكلما بعد الإنسانُ عن الأسبابِ الداعيةِ إلى الشرِّ فإنه أسلمُ له وأطهرُ لقلبه”.
- تعلق القلب بالله وحده: فالتعلق بغير الله بلاء عظيم، وكل من أحب شيئًا لغير الله، عذبه الله بذلك الحب، لذا كانت هذه وصية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: “وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ” (الترمذي).
- عبادة السر: وهي طاعة معينة يقوم بها المسلم لا يعلم بها أحد إلا الله، وأثر ذلك في القلوب وفي الموازين كبير جدا، لذا يقول الله تعالى: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة:271]، ويقول النبي- لى الله عليه وسلم-: “ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شِمالُه ما تنفق يمينه” (متفق عليه).
- مجاهدة النفس: ومن أساب الحاجة لهذه المجاهدة أن النفوس جبلت وزين لها كثير من الشهوات فينصرف القلب إليها وينسى تعلقه بالله وينسى أن الذي يهبها هو الوهاب سبحانه، ما لم يجاهد نفسه، قال تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [آل عمران:14].
- عدم الانشغال بفضول الدنيا: حتى لو كانت هذه الفضول مباحة، فيبتعد عن فضول الخلطة أو الأكل والشرب أو فضول الحديث أو النوم، فهذه تعلق قلبه بغير الله، يقول ابن القيم: “صَلَاحُ الْقَلْبِ وَاسْتِقَامَتُهُ عَلَى طَرِيقِ سَيْرِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، مُتَوَقِّفًا عَلَى جَمْعِيِّتِهِ عَلَى اللَّهِ، وَلَمِّ شَعَثِهِ بِإِقْبَالِهِ بِالْكُلِّيَّةِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّ شَعَثَ الْقَلْبِ لَا يَلُمُّهُ إِلَّا الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَكَانَ فُضُولُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَفُضُولُ مُخَالَطَةِ الْأَنَامِ، وَفُضُولُ الْكَلَامِ، وَفُضُولُ الْمَنَامِ، مِمَّا يَزِيدُهُ شَعَثًا، وَيُشَتِّتُهُ فِي كُلِّ وَادٍ وَيَقْطَعُهُ عَنْ سَيْرِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَوْ يُضْعِفُهُ أَوْ يَعُوقُهُ وَيُوقِفُهُ”.
- علو الهمة والتعالي عن سفاسف الأمور: فالهمة العالية ترفع صاحبها عن الأمراض وتجعل قلبه يُحلّق في التأمل في أسماء الله وصفاته وآلائه، ولا ينشغل بالسفاسف عن ما يصلح قلبه وينقيه، وقد ساق ابن القيم هذا التشبيه: “ومثل القلب مثل الطائر، كلما علا، بعد عن الآفات، وكلما نزل، أحاطت به الآفات”.
علامات صلاح القلب
أما عن دلائل وعلامات صلاح القلم ونقائه وصفائه، فهي تتلخص في الآتي:
- صلاح الجوارح: فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ- صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: “إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ” (البخاري ومسلم).
- صدق اللسان واجتناب الغل والبغي والحسد: قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:10]. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: “كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ”، قَالُوا:صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: “هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ” (ابن ماجه).
- إخلاص العمل لله والنصح لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم: فعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: “نَضَّرَ اللَّهُ امْرًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ”، زَادَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ” ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنُّصْحُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ “(أحمد وابن حبان وصححه الألباني).
- اجتماع الخوف والرجاء في القلب: قال تعالى: (قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
- لا يواد من حاد الله ورسوله ولو كانوا من أقرب الناس إليه، لقوله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة:22].
- رقة القلب ولين الفؤاد والرحمة: مما لاريب فيه أن خلق الرحمة من أعمال القلوب التي تنقاد لها الجوارح تبعًا لذلك، والدليل على ذلك؛ قوله الحق سبحانه وتعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ] [آل عمران: 165].
- التأثر بالموعظة: قال تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)[هود:120].
- الاطمئنان بذكر الله، لقوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
- غني النفس والقلب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ” (البخاري).
- الرضا بقضاء الله وقدره: قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بإذن اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن: 11].
- ملازمة التوبة والاستغفار بعد الذنب: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، … “(أحمد وابن حبان).
- مشفق من الفتن: فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ مِنْهُ؛ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَالِ، فَلْيَنْا مِنْهُ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَالِ، فَلْيَنْا مِنْهُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَلَا يَزَالُ بِهِ لِمَا مَعَهُ مِنَ الشُّبَهِ حَتَّى يَتَّبِعَهُ” (أحمد وأبو داود).
- لا يفتر عن ذكر ربه: ولا يسأم من خدمته ولا يأنس بغيره إلا من يدل عليه ويذكر به ويذاكره بهذا الأمر.
- قرة عينه الصلاة: فإذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا واشتد عليه خروجه منها ووجد فيها راحته ونعيمه وقرة عينه وسرور قلبه كما كان- عليه الصلاة والسلام- فقد قال: “وجعلت قرة عيني في الصلاة” (أحمد والنسائي).
- تقوى الله في السر والعلن: واتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الأقوال والأفعال وإلاعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار والرضا عن الله القليل والكثير والرجوع إلى الله في السراء والضراء وكثرة الاستغفار وأداء الحقوق.
- تذكر الموت واليوم الآخر: لأنّ ذلك يؤدّي إلى رقّة القلب، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، والمداومة على الاستغفار والتوبة.
صلاح القلب وصفائه هو الركن الركين للقبول من الله، وعلامة الوصول إلى علام الغيوب، وهو رحلةٌ مُستمرةٌ، لا تنتهي، فالمسلم يجب عليه أن يُجاهد نفسه ويُسعى باستمرار لتحسين حال قلبه، حتى يُصبح قلبًا سليمًا طيبًا يُحبّ الله تعالى ورسوله- صلى الله عليه وسلم-، ويُحبّ الخير للناس جميعًا.
مصادر ومراجع:
- ابن القيم: الجواب الكافي، ص 98.
- ابن القيم: زاد المعاد 2/82.
- سلطان العمري: أسباب صلاح القلوب.
- صلاح عامر: دلائل صحة القلب.
- محمد عبدالظاهر عبيدو: علامات صحة القلب.
- الشيخ عبدالله محمد الطوالة: صلاح القلوب.