زوجي رجل طيب وخلوق معنا ومع غيرنا، وهو لا يقصر في حق بيته وأسرته، غير أنه وباختصار شديد لا يجيد لغة المشاعر خاصة فيما بيني وبينه، فهو نادرًا ما يقول لي كلمة تدل على حبه لي، مثل كلمة أحبك أو ما كان على شاكلتها.
أنا أعرف أنه يحبني وجميع تصرفاته وتعامله معي ملؤها الحب والتقدير لشخصي، غير أنني كامرأة أحب سماع هذه الكلمات، وبخاصة أنني أسمع حديث الصديقات وأحيانا أشاهد المسلسلات ويقع في نفسي كثيرًا مثل هذا الشعور بنقص المشاعر بيني وبين زوجي فأتألم لذلك.
وقد صارحته وطلبت منه هذا الطلب مرارا لكنه لم يفعل شيئا زيادة على ابتسامته معتادة في مثل هذا الموقف ثم يقول بعدها: ألا تشعرين بها هذا يكفي! فبماذا تنصحني؟
الإجابة:
أن تتأكد المرأة من حب زوجها من خلال الكلمات حاجة لدى معظم النساء، فالأذن مدخل أساسي لدى المرأة في تصديق مشاعر الحب، وكلمة طيبة صادقة قادرة أن تلين قلب الزوجة أو أن تنهي خصامًا أو أن تجبر خاطرها. وقد كان رسول الله معلمًا وقائدًا حتى في التعبير عن حبه لزوجاته بالكلمات، فلا يجد مثلًا غضاضة أن يُسأل وسط جمع من الصحابة عن أحب الناس إليه فيقول (عائشة) ثم حين يُسأل عمّن يليها فيقول (أبوها)!
لكن في الوقت نفسه فإن التعبير عن المشاعر له لغات وطرق عدة تتفاوت من شخص لآخر ومن رجل لامرأة كما تتفاوت حسب ظروف التنشئة التي نشأ فيها كل شخص وكيف فهم من صغره التعبير عن المشاعر، وما يجب أن يتعلمه الجميع هو أننا يجب أن نعبر عن حبنا للآخرين باللغة التي يفهمونها لا باللغة التي نفهمها نحن.
لذا، ولحين حدوث هذا من قبل الزوج على الزوجة أن تبدأ بنفسها فتعبر لزوجها عن مشاعرها، بلا إسراف يحيل الكلمات إلى كلمات معتادة، بل تعبير صادق بكلمات يحتاج زوجها لسماعها فيها من الحب والشكر والتقدير والفخر والاحترام، تفعل ذلك بلا انتظار لمقابل، وحينها قد يأتي المقابل، فمن الصعب تخيل الرد من قبل الزوج بكلمات قاسية وزوجته تتودد له بكلمات طيبة، من المؤكد مع الوقت سيلين لسانه وينطلق.
ويدخل ضمن هذا أن تخطط الزوجة لأوقات مناسبة لقضاء أوقات مع زوجها خارج الأوقات والأماكن المعتادة حتى تنتشله من ضغوطات الحياة وتيسر عليه التعبير عن مشاعره لها.
مطلوب أن تعبر الزوجة عن نفسها وأن توضح لزوجها ما تحب وما تكره كي يسهل عليه حسن معاملتها، لكن دون أن تلح في طلب أمر كهذا، يمكنها أن تلمح على فترات بعيدة وأن تعبر عنه بأسلوب غير مباشر، خصوصًا لما يتضح أن الزوج لا يحسن ذلك، فبعض الأمور عندما تطلب بشكل مباشر قد تفقد وقعها وجمالها عندما تلبى، فإذا لبى الزوج طلب زوجته قد تشعر أنه ليس صادقًا وأنه فقط يقول هذا ليلبي طلبها، فالأفضل أن تترك الزوجة زوجها ليعبر بعفوية وصدق حين يرغب في ذلك بلا ضغط منها عليه.
كما أن إلحاح الزوجة في أمر كهذا قد يكون مدخلًا للشيطان حيث يشعرها أنه غير حريص على تلبية ما تتمنى أو أنه لا يحاول إرضاءها أو أنه يعلم ما يسعدها فلا يفعله، في حين أن الحقيقة أنه يحاول إخبارها بما في قلبه بطرق أخرى.
حاولي أن تفرحي بما يقدم لك زوجك ولو كان على غير طريقتك، هذا أدعى لتشجيعه، عندما يستشعر الرضا منك وأنه يستطيع إسعادك، سيرغب حينها في فعل المزيد، حتى لو كان لا يحسنه فسيتعلمه، لكن أن يشعر أن ما يحسنه لا يسعدك وما يسعدك لا يحسنه سيصنع فجوة بينكما وقد يضر – لا قدر الله- علاقتكما.
وحين يبدر من زوجك كلمة طيبة أو تعبير عن مشاعره على الطريقة التي تتمنينها بادري بإخباره لاحقًا بأنّ هذا أسعدك لكن بلا مبالغة في رد الفعل حتى لا يخجل أو يتراجع.
ومن المهم جدًّا التذكير أنه على كل زوجة أن تغض الطرف عن أحوال صديقاتها، وإذا كان ما ترينه في التلفاز يثير شجونك فالحل ليس بالضغط على الزوج ليصبح كأبطال الدراما الذين تشاهدينهم بل اقطعي عنك ما يؤذيك، لا تشاهدي ما يصعب عليك حياتك، لا تصاحبي من تجلس فتخبرك عما قاله لها زوجها! وهذا سلوك سواء أكان مقصودًا أو غير مقصود فإنه يندرج تحت حديث رسول الله: (ليس منا من خبب امرأة على زوجها) هذا يؤلبك على زوجك ويسلبك الرضا فتشعرين أنه ينقصك شيء كبير، وواقع الأمر أننا نظن دائمًا أن السعادة ستأتي حين ننال ما نتمناه، ولكن هذا من حيل الشيطان لييئس المسلم، إذ عندما يتحقق ما افتقد تجد حزنه انقلب إلى شيء آخر يتمناه حتى أنه ينسيه أن يفرح بما أُعطى. فاحمدي الله على طيب خلق زوجك وحبه الذي يظهر في كل تصرفاته كما تقولين وعدم تقصيره في شؤون بيته.