الأبناء قرة عين الإنسان في حياته، وبهجتـه في عمره، وأنسـه في عيشه، بهـم تحلـو الحياة، وعليهم تعلق الأمال، وببركتهم تستجلب الأرزاق، وتتنـزل الرحمات، وترفع الدرجات. بيد أن ذلك كله مرهون بحسن تربيتهم وتنشئتهم النشأة الصالحة التي تجعلهم لبنات صالحة في بناء المجتمع، ومصابيح تجمع النور والخير لمن حولها، ويـدا نمتـد بـالبر والوفاء للوالدين، ومصدرا لسعادتها، فيصبحون بذلك كــا قـال الحق تبارك وتعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).
هكذا يكون الأبناء بحسن تنشئتهم ورعايتهم زينـة للحياة الدنيا، بل وزينة وذخرا للحياة الآخرة أيضا، فبحسن رعايتهم يظل المرء بعد وفاته ينهل من دعوات أبنائه له. كما أخبرنا بذلك الحبيب المصطفی ﷺ حين قال: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. بل قد يجمع المرء الثلاث بحسن تربيته لأبنائه، وذلك بدعوتهم لـه، وصدقتهم عليه، وتعليمهم الناس للعلم الذي علمهم إياه، فيظل أبناؤه ذخرا له حتى بعد وفاته.