يتطلب التعامل مع الطفل المتمرد صبرًا وحكمة، وَفَهم أسباب عناده، وتطبيق استراتيجيات مناسبة تُساعده على تطوير سلوكه إلى الأفضل، سيما أنّ التمرد سلوك طبيعيّ لدى الأطفال في مراحل نمو معينة، حتى وإن كان يُسبب قلقًا للآباء والأمهات.
والتعامل مع الطفل صاحب هذا السلوك، يحتاج من ولي الأمر أو المربي الهدوء والثبات وتجنب الصراخ أو العقاب البدني، والتحدث بلغة بسيطة وواضحة، وإعطاء الخيارات، والثناء الإيجابي والتشجيع المتكرر، والتجاهل الانتقائي، والعواقب المنطقية، وإيجاد القدوة الحسنة، والتعاون معه في النشاطات المختلفة.
صفات الطفل المتمرد
وهناك العديد من صفات الطفل المتمرد نذكر منها ما يلي:
- المقاومة: فهو يميل إلى تحدي القواعد والتعليمات، ورفض الخضوع إلى ولي الأمر أو المربي.
- العناد: يُصر على رأيه، ويرفض تغيير وجهة نظره حتى لو كانت غير منطقية.
- الغضب: قد يُعبّر عن غضبه بالصراخ أو الاعتداء.
- التحدي المستمر: حيث يسعى في كثير من الأحيان إلى اختبار حدود القواعد والقُيود.
- الرغبة في الاستقلال: حيث يرغب في القيام بالأشياء وحده دون الحاجة إلى الوالدين.
- صعوبة في التركيز: ربما يجد صعوبة في التركيز على المهام، ويبدو أنه مشتت الانتباه.
- صعوبة في تكوين العلاقات: فهو يجد صعوبة في بناء علاقات صحية مع أقرانه.
- رمي الأغراض: وهو من السلوكيات المرادفة للتمرد والعنف، وعدم إظهار المشاعر الحقيقية.
- الخوف من الحيوانات: حيث يستجيب الطفل العنيف إلى الانفعالات الشديدة للمثيرات، وتشتت الانتباه وضعف التركيز، وعدم التعلم من الخبرات، فهو لا يشعر بالذنب، بالإضافة إلى أنه مندفع، وكثير البكاء للحصول على ما يريد، ولجوئه للإيذاء الجسدي، مثل الضرب والتخريب بعدوانية ولا يستجيب لنصائح الأهل.
كيفية تربية الطفل المتمرد
وتربية الطفل المتمرد تتطلب اتباع استراتيجية خاصة ترتكز على النقاط التالية:
- إظهار الاحترام والمحبة للطفل المتمرد، وتفهم مشاعره ومجاراته في طلباته لحين توقف إلحاله، ثم الجلوس معه ومناقشة طلباته بهدوء.
- الحوار المستمر، وحث الطفل على التعبير والكلام، وهو ما يدفعه إلى التفكير والتخلي عن التمرد تدريجيًّا.
- توعية الطفل تدريجيّا على أسلوب الحياة والمبادئ الأساسية للأنماط الأخلاقية المتبعة.
- لفت نظر الطفل إلى أهمية شخصيته، والموقف الواجب اتخاذه إزاء كل مشكلة.
- الاعتماد على أسلوب قراءة القصص والحكايات للطفل العنيد، تساعد على بناء شخصيته بشكل هادف ومثير.
- منح الطفل الذي يتبع أسلوب التمرد فرصة مشاركة من حوله والتعاون معهم في تحمل المسؤولية، ما يجعله مطيعًا قدر المستطاع.
- الابتعاد عن التوبيخ والانتقاد المستمر وأنواع العقاب الشديدة، التي تعمل على ترسيخ حالة التّمرد على المدى البعيد.
- تسهيل المهام على الطفل، ولا بد من أن تكون مُناسبة لعمره.
- الاستماع إليه، فإذا أردنا أن يستمع الطفل إلينا، فعلينا الاستماع إليه أولاً.
- تعليم الطفل قواعد الاحترام، وكيفية التعامل مع الآخرين، بدءًا من عائلته إلى المحيطين به وزملائه في المدرسة.
- الابتعاد عن إجبار الطفل، لأن ذلك يدفعه إلى التمرد، وفعل كل ما لا ينبغي عليه فعله.
- الهدوء مع الطفل، لأن الصراخ في وجه طفل متمرد سيحول المحادثة العادية معه إلى مباراة صراخ.
- الاهتمام، فيجب أن يشعر الطفل بالاهتمام وعدم التجاهل، بل تخصيص بعض الوقت للحديث الودي معه، حتى يتأكد أنه ذو قيمة ووقتها سنعرف بكل أريحية ما يدفعه للتّمرد.
- التقرب منه، وهنا يمكن أن يصارحنا بالمشكلات التي تواجهه، فربما يكون التمرد ناتجا عن ضغط عصبي كبير يتعرض له في المدرسة مثلا وهو ما يدفعه لإخراج طاقته في المنزل.
- ممنوع الضرب: فبعض الآباء يلجأون للضرب كوسيلة لتقويم سلوك التمرد، اعتقادا منهم أن ذلك من شأنه ردع الطفل عما يفعله، وهو أمر غاية في الخطورة، لأن الضرب كوسيلة للتربية غير مجدِ على الإطلاق وقد يأتي بنتيجة عكسية.
- المكافأة، فلا بُد من تحفيز الطفل بنزهة أو رحلة، إذا ما اتبع التعليمات على مدار أسبوع كامل وتذكيره كل يوم بالمكافأة التي تنتظره إذا ما كان طفلا مطيعا، الأمر الذي قد يدفعه إلى تقويم سلوكه بنفسه.
- التحلي بالصبر: يجب أن يتحلى ولي الأمر بالصبر وضبط النّفس إلى أبعد الحدود، فالتعامل مع طفل عنيد قد يدفع إلى الغضب، ما يزيد الأمر تعقيدًا ويؤدي إلى زيادة تمرده وعصيانه.
- تذكيره بأنّ هذا السلوك غير مناسب، ومن الممكن استخدام روح الدعابة بعد حديثه المتمرد معنا.
- من الطرق الجيدة للقضاء على الردود العنيفة والتي تحمل طابع التمرد- خاصة إذا استمرت لفترة- الثناء على الطفل كل مرة يتصرف فيها بطريقة جيدة.
- على الأهل اختيار مكان وزمان مناسبين بعيدًا عن الأطفال لمناقشة أمورهم الخاصة وإدارة خلافاتهم وإيجاد حلول لها، ليتجنبوا ردود فعل الأطفال النفسية والعنيفة.
- إشباع الحاجات الفسيولوجية عند الأطفال وتجنب السلطوية الوالدية.
- عدم التعامل مع الطفل بطريقة أكبر من سنه، فهذا يشعره بالتوتر والإرهاق النفسي فيلجأ إلى التمرد والعنف.
- لا ننتقد الطفل أمام الآخرين، لأن ذلك يُشعره بالخجل ما يجعله يلجأ إلى أخذ رد فعل عكسي يتصف بالتمرد والعنف.
- زيارة الطبيب: من المهم زيارة الطبيب للتعرف إلى أسباب التمرد، خصوصًا أنها قد تكون عضوية وعصبية، إذ كشفت بعض الدراسات عن ارتباط بين إصابة الأطفال ببعض الأمراض وبين حالة الاضطراب السلوكي والتمرد التي قد تظهر عليهم.
عند التعامل مع الطفل المتمرد، قد يكون من المفيد تبني أساليب تربوية هادئة ومرنة، مع مراعاة أن هذا التمرد هو جزء من تطوره الطبيعي، حيث يسعى الطفل من خلاله للتعبير عن شخصيته واحتياجاته، لذا فإن تقديم الدعم والاحتواء بروح مليئة بالصبر والتفهم يمكن أن يسهم في تهدئة هذا السلوك، بينما التعامل بشدة قد يؤدي إلى زيادة التحدي والعناد، مما يجعل من المهم البحث دائمًا عن طرق تعزز من تقارب الطفل مع محيطه بطريقة إيجابية.
مصادر ومراجع:
- د. العربي عطاء الله: التعامل مع الطفل المتمرد.
- رحاب عباس: طريقة التعامل مع الطفل المتمرد.
- لمياء جمال: كيفية التعامل مع الطفل المتمرد والعنيد.
- هنا راضي: طفلي متمرد ولا يطيع أحدًا: ماذا أفعل؟
- د. جاسم المطوع: الطفل المتمرد.. كيف نتعامل معه؟