من فضلك تحدث عن الزوج اللي بيحكي أخطاء زوجته وقت المشكلة.. هو مش بيروح يحكي هو بينتخانق ف صوته يعلى فوالدته تطلع ع الصوت لأننا ف بيت واحد وبيكون متضايق ف بيقول أخطائي وبيعرضني لهجوم من أهله ,وبعد المشكله ما تخلص يصالحني ويعتذر إنه اتكلم عني بشكل مش كويس قدامهم.. في الأول كنت بعدي الأمور.. لكن الأمر تكرر منه فقولتله قول لوالدتك لو سمعت صوتنا عالي ما تتدخلش وتطلعنا بيقول أخاف ع زعلها.. أنا فقدت كلمة الأمان ..
بقيت أخاف أحكي أي حاجة معاه وقت حدوث المشكلة ف يفشي السر.. وأحيانا أهله بيصدر منهم أفعال مش كويسة في معاملتهم, لما أقوله يقولي ما اقدرش أعاتب أمي عتاب الأم عقوق.. طب وحقي اللي مش بياخده ده مش تقصير ف قوامته؟؟
هو المفروض أهله يتدخلو في شئ؟؟
ووالدته سبتني وأنا أخدت جنب عنهم فقط السلام عليكم.. عاوزني أنزل تاني عندهم باعتبار إنها ف سن أمي وأنا مش عاوزه أدخل تحت عندهم آذوني بكلامهم
كرامتي وجعاني..
ولم أعد أشعربالأمان.. لا المال ولا البيت ولا أي شى يهمني مثل الأمان..
ولو كانت من تسمع شجاركم أمك لصعدت إليكم كما تصعد الحما..
السائلة الكريمة:
نتفهم شعورك جيدا ونقره..فالتعري أمام الآخرين وكشف السر ,أمر مؤلم ..
حقك في الحفاظ على خصوصية بيتك ,هو حق أصيل..ولم ينازعك فيه أحد إغاظة أو تقليلا من شأنك..إنما هكذا( الأم )تتحرك بدافع فض النزاع وتهدئة الأمور..سواء كانت هذه الأم تفصل بين الإخوة بعضهم البعض..أو تفصل بين زوج وزوجة..سيان في ذلك كانت الحمى أم أمك ..
وقد تجدي في قرارة نفس زوجك حرج مثل حرجك..لكنه لا يتحسس لأنها والدته..!
نحن لا نبرر التصرفات ولكن نقف على دوافع الأمور حتى نفهمها أكثر..
فبذلك يتضح لك أن تصرف والدة زوجك من منطلق نية حسنة ,أي بدافع نوازع الأمومة البحتة ,بعيدا عن مقصد التدخل والإحراج..
أي أنها تتصرف كما ستتصرف أي أم في مكانها ..!
وربما لو كنت مكانها يوما ما, ربما تصرفت أيضا بعاطفة وتدخلت لفض النزاع..
وأن الحرج الذي لديك مثله عند أم زوجك جراء تدخلها فالتدخل ليس أمرا محببا للنفس..ولو أنها إطمأنت لمعالجتكم لخلافاتكم بشكل أكثر روية لما كلفت نفسها عناء التدخل بينكم أبداً..
إذا الكرة في ملعبك وملعب زوجك..
بأن تتعلموا إدارة الخلاف بينكم بشكل ليس فيه تجريح لأحد..
وألا يعلو صوت أحدكما على الآخر مهما كان السبب ,فإن لم تكن الحمى لكم جارة,فلكم جيران تهتكون سركم بأنفسكم إذا ما تصاخبتم لهذه الدرجة..!
حتى وإن عشتم في الصحراء لا يكون هكذا الخلاف في علاقة الأصل فيها أنها مبنية على المودة والرحمة..
نختلف ؛هذا أمر فطري..الأهم ,كيف يكون الإختلاف؟ شعورك الآن بعدم الأمان هو( فرصة ) للعمل على تحسين العلاقة بينك وبين زوجك..
تقول إحدى المستشارات في العلاقات الزوجية:(لا يجب أن تفقد الأنثى أنوثتها مع زوجها حتى وقت الخلاف)..هذا ليس ضعف,بل هو حفاظ على رباط المودة,وسيحفظ لك زوجك أدبك معه في الخلاف..فكيف يكون ذلك؟؟
-بخفض الصوت ,فخفض الصوت حينها يكون مندوحة..
-وعدم رد الكلمة بكلمة مما يقلل الهوة والفجوة الحادثة..
-وإقرارك بحقه في الغضب ,يجعله يقر أيضا بحقك في ذلك..
-يقولون إن عز أخوك فهن..أي إن رأى أنه صاحب حق في ذلك الغضب, فاتركي المجال له يعبر,وفي اللاحق بيني وجهة نظرك..
هل بعد ذلك سيسمع أحد لكم صوتا؟؟
هل ثمة ذريعة لتدخل أحدهم في شئونكم؟؟
ماذا لو وصل لأم زوجك أن أحوالكم على ما يرام ,هل ستتدخل من أجل التدخل؟
نرى أن الزوج العاقل لا تنقص قوامته لعدم مؤاخذته أمه..
فالقوامة معيارها النفقة وحسن إدارة دفة الحياة الزوجية,والتوازن في الإدارة بين العقل والقلب ,فلا يغلب أحدهما الآخر..
نسألك كيف سيكون الحال إن غضب لأجلك عند أمه؟؟
النتيجة,سيكبر الخلاف ابنتنا الكريمة ,نعم قد تكون ثمة حيلة أو تصرف يجب أن يصدر من الزوج ,لكن لن يكون شكل التدخل أكثر من كلمة طيبة تقال في حقك من وراء ظهرك..
هذا ما تستطعين طلبه من زوجك,أن تقولي له بلطف 🙁 أن يطمئن والدته عن علاقتكم ,ويطلب منها الدعاء لكم ,ويزكي ما يراه منك طيبا ) حينها ستقر عين الأم ويرتاح بالها..
أما ما تريدنه من أن يتدخل لأجلك بأن يخطئ أمه ,لن يجلب عليك هذا إلا وبالا,ستغضب الأم من ابنها _ ظنا أنه آخذ صفك_,ولا نظن أبدا أن هذا مما يسر أي عاقلة..
أما أن يرغمك الزوج على التزاور بشكل معين ,فليس من حقه..أجيبيه بأن النفوس بها شئ وأنك بمرور الوقت ستهدأين,وحتى تنسي الأحداث بعضها بعضا ,جاهدي نفسك على أن تتغافل يجزيك الله خيرا..
ففي حديث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ )..
أتعلمين لماذا بشره الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك ؟
الإجابة أتت في تتمة الحديث الطويل لنعرف أن هذا الرجل يبيت وليس في صدره شئ من أحد..
هذا مقام ليس باليسير,لكن المبتغى يستحق أن نجرب التغافل يقول الله تعالى :” وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 134آل عمران..
حينما يكون الثمن الجنة نتدرب على التغافل بل هناك مقام أعلى وهو الإحسان..أي فعل الخير برغم أنهم تسببوا في إيلامك يوما ما ..ولا يأتي هذا بسهولة ,فكلما هممنا بالتجاوز وفعل الخير,يذكرنا الشيطان بأن فلان أساء لك يوم كذا ,فيسعى للتحريش ومقاومة الإصلاح ويأتي هنا دور جهاد النفس..فمرة سيغلبنا ومرات نغلبه بإذن الله..
ثمة مثل قديم ظن البعض أنه حديثا لأبي هريرة (زر غبا تزدد حبا )
هذا أصل جيد في العلاقات ,وهذا ما ننصح به بعيدا عن وجود مشكلات ,لا تكثري الدخول عليهم ولا تمنعي نفسك عنهم,بين بين..
حتى وإن كنت تقيمين في بيت أهلك,اجعلي بينك وبينهم مسافةفي التزاور معقولة, يشتاقون إليك وتشتاقين إليهم ولا تباعدي كثيرا فيساء الفهم..
كما ننصحك بشغل وقتك بما فيه النفع فالإنشغال يقلل الإحتكاك وبالتالي تقل المشكلات..
كما ننصحك أن تعاملي الله فيهم,فهم لهم حق الجيرة وحق الأرحام..
رزقك الله السكينة وأصلح ما بينك وبين زوجك..وأقر عينك بما يسرك..
“ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما”..