بقلم: محمد حامد عليوة
الحمد لله العلي الكبير اللطيف الخبير، القائل فى محكم التنزيل: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [الجمعة: 2]، والصلاة والسلام على قدوة المربين وسيد الداعين إلى الله على بصيرة والمجاهدين فيه بإحسان، وعلى آله وأصحابه ومن والاه وبعد:
فقد أدّبه ربّه فأحسن تأديبه، فجعل خلقه القرآن، وكان قدوة حسنة لأصحابه وأتباعه بقوله وفعله وحاله كله، في عقيدته وعبادته وأخلاقه ومعاملاته وسلوكه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21]. وقد كان بهذه الحالة الربانية نِعْم المربي ونعم القدوة، خالطهم وعَايشهم وتآخَى معهم وأحسن توجيههم وتربيتهم وتوظيف طاقاتهم، فحوّلهم من بسطاء مغمورين إلى قادة فاتحين، ولأنه المربي القدوة فقد كان حريصًا عليهم وكان بهم رؤوفًا رحيمًا: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128].
المربي القدوة في حقل الدعوة
تُعدّ التربية على طريق الدعوة من ألزم الأمور وأهمها، فقد كانت وستظل مَعْلمًا من معالمها، وثابتًا من ثوابتها في الإصلاح والتغيير والبناء والتكوين. فهي الطريق للفرد المسلم، هذا الفرد الذي يقوم به وعليه البيت المسلم القدوة، والمجتمع المسلم المنشود، والحكومة المسلمة المأمولة.
وقد ركّز فضيلة الإمام حسن البنا – رحمه الله – على أهمية المربي القدوة ومبدأ التربية والتكوين بمفهومِهما الشامل، فقال: “كونوا أنفسكم تتكون بكم أمتكم”، وقال: “العمل مع أنفسنا هو أول واجباتنا، فجاهدوا أنفسكم واحْملوها على تعاليم الإسلام وأحكامه، ولا تتهاونوا معها في ذلك بأي وجه من الوجوه”.
ويقول الأستاذ مصطفى مشهور- رحمه الله-: “لقد أثبتت الأحداث والأيام أنه بقدر الاهتمام بالتربية تتحقق الأصالة للحركة، واستمراريتها ونموها، ويكون التلاحم بين الأفراد ووحدة الصف، وعكس ذلك إذا أهمل جانب التربية أو حدث فيه تقصير، يظهر الضعف والخلخلة في الصف، ويبرز الخلاف والفرقة ويتضاءل التعاون ويقل الإنتاج”.
مكانة المربي القدوة في ميدان التربية
يعد المربي القدوة عماد العملية التربوية، وركن من أهم أركانها التي تقوم عليها، بل هو حجز الزاوية في بناء الدعوة، ولذلك تنعقد عليه كثير من الآمال في بناء الأجيال وتربية الرجال، وبقدر وعي المربي بعظم دوره وأثر فعله، ومدى تمثله للقدوة، ومعايشته لإخوانه، وحرصه على دعوته ورسالته، فإن العملية التربوية ستكون أكثر فاعلية وأعمق أثرًا، بعد توفيق الله وعونه.
ولأهمية التربية ومكانة المربي فيها نعرض لكم مجموعة متنوعة من الوصايا الكلية التي يجب أن يحرص عليها المربي، ليقوم بدوره التربوي بفاعلية، وهذه الوصايا تخدم ثلاث جوانب أساسية في بناء وتكوين المربي، منها ما يتعلق بذاته وبنائه النفسي والتكويني، ومنها ما يتعلق بدوره ومهاراته التربوية، وأخيرًا يخدم بعضها دوره في إدارة إخوانه وأعمال الدعوة المرتبطة بمهامه كمربي.
الوصايا العشر للمربي القدوة
- أولًا: أن يهتم المربي القدوة بحاله مع ربه، فيعطي وقتًا لنفسه فيرعَاها ويزكيها باليقين الصادق والعبادة الصحيحة، فيهتم بكل ما يسمو بروحه ويقربه من ربه، لأن نجاحه في تربية إخوانه يقوم أساسًا على فلاحه في ميدان نفسه، ومن توجيهات الإمام البنا “ميدانكم الأول أنفسكم، فإذا انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإذا أخفقتُم في جهادها كنت على سواها أعجز، فجربوا الكفاح معها أولًا”.
ومن الغفلة المُهلكة أن يظن المربي أنه سيربي إخوانه ويغير فيهم وهو غير قادر على تربية نفسه وتغييرها، وقد أحسن الإمام البنا حين أبان هذا المعنى بقوله البليغ: “يا أخى: فاقد الشيء لا يُعطيه، والقلب المنقطع الصلة بالله كيف يسير بالخلق إليه، والتاجر الذي لا يملك رأس المال من أين يربح، والمعلم الذي لا يعرف منهاجه كيف يُدرسه لسواه، والعاجز عن قيادة نفسه كيف يقود غيره”.
قد صدق القائل: “لا تُحسم معارك الميدان قبل حسم معارك الوجدان”، وأول ميادين تربية النفس التربية الإيمانية، فهي المحرك لكل خير والدّافع لكل رشد.
وليعلم المربي أن التربية زاد وعطاء، وأنه لا يستطيع العطاء المستمر لإخوانه دون زاد مستمر: (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة: 197].
والبِناء الإيماني والتعبدي للمربي يُسهم في تكوين الشخصية الربّانية التي يتعلق قلبها بخالقها، ولا تنخدع بزخارف الدنيا ومباهجها ومناصبها وألقابها، ويعين في ذلك الإكثار من العبادات والنوافل بخشوع وخضوع، وكثرة الذكر والدعاء، وتلاوة القرآن وتدبر آياته.
- ثانيًا: أن يتحلّى الأخ المربي بكريم الأخلاق والسُّمعة الطيبة وحسن المعاملة، مقتديًا في ذلك بحبيبه المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وبذلك يستطيع أن يسع إخوانه بأخلاقه، ففي الحديث: “إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعَهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ” (صححه الحاكم)، ومما يلزم المربي من أخلاق أساسية، خُلُق الصبر وسعة الصدر والرفق والرحمة ولين الجانب والعفو والصفح، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
والإنسان أسير الإحسان، والقلوب دائمًا تُقبل على المحسنين وتلتف حولهم، ولنا في أصحاب يوسف بالسجن عبرة وآية (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 36]. وكما أننا نسع من نربي بأخلاقنا، فإننا أيضا نربيهم على هذه الأخلاق عمليًّا من خلال ما يرونه فينا من كريم الشمائل وجميل الخصال. ونستطيع أن نخرج من هنا بحقيقة وهي “أن أخلاق المربى: عبادة يتقرب بها إلى ربه، وطريقة يجمع بها قلوب إخوانه، وميدان لتربِية إخوانه وتكوين مريديه”.
- ثالثًا: أن يجتهد المربي في تحصيل العلوم النافعة التي يتزود بها لنفسه ويفيض بها على إخوانه، لأنه كما وصفه الإمام البنا: “أستاذ بالإفادة العلمية”، وصفة العلم التي يقصدها هنا، ليست مجرد حفظ واستظهار مجموعة من الكتب والمتون فحسب – مع أهمية ذلك – ولكن يتعدى الأمر ذلك بأن يكون له في كل مجال طلب وفي كل علم قدم، ويأخذ من كل باب بقدر أهميته في مجال عمله التربوي، والضابط في ذلك “تعلق ما يحصل بما يعمل”. كما أن الإفادة العلمية هنا لا تتوقف عند الفوائد النظرية، ولكن تتعداها إلى الخبرات والتجارب العملية التي تُمثل ترجمة حقيقية للمعارف والعلوم.
ومن واجبات المربي القدوة نحو نفسه في هذا الباب هو البناء الفكري المرتبط بميدان الدعوة والتربية، كفهمه لخصائص الدعوة ومنهجها وقدرًا من تاريخها، مع استيعابه لثوابت الحركة ومتغيراتها وفقه الدعوة، ويعين فى ذلك، القراءة العميقة لسيرة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، ورسائل الإمام البنا ومذكراته، والوثائق الرسمية الصادرة عن الجماعة، ورسائل من فقه الدعوة لفضيلة الأستاذ مصطفى مشهور، وغيرها من الكتب والدراسات المُؤصِّلة للفكرة والضابطة للحركة.
- رابعًا: أن يبذل المربي جهدًا في تطوير ذاته وبناء قدراته، التي تُؤهله ليمارس مهامه بفاعلية، وترفع من كفاءته في العملية التربوية، ومن ذلك اكتساب بعض المهارات الأساسية اللازمة مثل مهارات: “التخطيط التربوي، وحل المشكلات، والعرض والإلقاء، والحوار والمناقشة، والمتابعة والتقويم التربوي، وتوظيف الطاقات، وغرس القيم، وتعديل السلوك …الخ).
ويلزمه أيضا استيعاب منهج المرحلة التي يُربي إخوانه فيها، وكيفية السير بالمنهج لتحقيق أهدافه، وكيفية توظيف وسائل التربية المختلفة لخدمة مفردات المنهج وأهدافه.
ومن مكملات البناء الذاتي للمربي أن يحرص على التعرف على أنماط الشخصية وكيفية التعامل مع كل نمط، ثم عليه أن يستوعب مجالات وميادين العمل الدعوي المتاحة، ليستطِيع توجيه إخوانه فيها كل حسب طاقاته وقدراته.
- خامسًا: أن يحرص المربي على تحقيق وتعميق المعايشة التربوية مع وبين إخوانه، سواء كانت معايشة فردية أو جماعية، والمعايشة بصورتيها “الفردية، والجماعية” تُسهم كثيرًا في تحقيق أركان الأسرة من تعارف وتفاهم وتكافل، وتعزز من روابط القلوب ووحدة المشاعر بين أعضاء الأسرة، والمعايشة تُهيئ البيئة الداعمة للنمو التربوي، لأنها تسمح للمربّي أن يتعرّف على إخوانه عن قرب، سواء ما لديهم من قدرات ومواهب وطاقات فيوجّهها ويحسن توظيفها، أو ما لديهم من مشكلات وصعوبات فيسعى معهم لحلها وتجاوزها.
ولكي تحقق المعايشة مغزاها من الانفتاح المنضبط والمخالطة التربوية الهادفة، لا بُد مِن أن تتنوع وسائلها ومناشطها وأساليبها، وحينئذٍ سيرى المربي إخوانه في بيئات وأجواء تربوية متنوعة، وأحوال مختلفة، عندها يستطيع التربية الفعالة والتوجيه القائم على المعايشة العملية لواقع الأفراد. نستطيع أن نخلص من هذه الوصية بحقيقة مفادها: “أن المعايشة العميقة أساس التربية الصحيحة”.
- سادسًا: أن يركز في تربيته لإخوانه على الجانب الإيماني التعبّدي، من خلال تزكية نفوسهم بالطاعات والقربات، وتحقيق العبودية لله – تبارك وتعالى – مع تربيتهم على الإخلاص لله وحسن القصد في القول والعمل، دون تطلع إلى مغنم أو لقب أو جاه أو تقدم أو تأخر، ثم ينطلق من هذه الحالة الإيمانية والعبادية عند إخوانه إلى تزكية روح الجهاد والتضحية بالنفس والمال والوقت والجهد في سبيل الله، وأن يحثهم دائمًا على عقد الصفقة الرابحة مع الله: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) [التوبة:111]، ثم يعمق في نفوسهم روح التجرد لدعوتهم وفكرتهم – الإسلامية الصميمة – دون غيرها من الأفكار.
ولأن التضحية والجهاد والتجرد يتطلبان استشعار روح الجندية، فكان لزامًا عليه أن يربي إخوانه على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، في غير معصية، ويعوّدهم على الدقة في أداء ما يُكلّفون به من أعمال وواجبات.
- سابعًا: أن يهتم المربي القدوة كثيرًا بتزكية معاني الأخوة والحب في الله بين إخوانه عمليًّا لا نظريًّا فحسب، لأن في الأخوة سِرّ القوة كما ورد عن الإمام البنا، وأن يقوي في نفوسهم مبدأ الثقة فى طريق دعوتهم وما يرتبط بها من عناصر أساسية، مثل: الثقة في القيادة، والثقة في المنهج، والثقة في إخوانه على طريق الدعوة، والثقة في نصر الله لهذا الدين.
وأن يغرس فيهم دائما الأمل في تأييد الله ونصره لعباده الصالحين، وأن يبصرهم دائمًا بطبيعة الطريق، مع التأكيد على ضرورة الثبات في العسر واليسر، رغم المِحَن والعقبات والفتن والابتلاءات: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 35]. ومن واجبه أيضًا أن يبصر إخوانه بالانحرافات الفكرية والحركية التي ينزلق فيها البعض وتبعدهم عن الطريق، حتى يتحرّزوا منها، وبخاصة أنها تبدأ بسيطة ثمّ تزداد مع مرور الزمن.
- ثامنًا: أن يتعرف المربي على قدرات وطاقات إخوانه، ويبذل الجهد في توظيفها لخدمة الدعوة، ودفعهم نحو الحركة والعمل، وذلك من خلال وضع البرامج العملية المناسبة، ولا يقبل المربي القدوة أن يكون من بين إخوانه من لا يحمل همّ الدعوة ويتحرك بها، ويُعين في ذلك كثرة الاحتكاك والمخالطة والمعايشة، ومعرفته بميادين الدعوة ومجالاتها الممكنة وهي كثيرة، وأن يدربهم عمليًّا ويتدرج معهم في ممارسة الدعوة والحركة بها، فينقل إليهم تجاربه أو تجارب غيره من إخوانه.
ومن المهم هنا وهو يربيهم على العمل للدعوة أن يوجههم للقيام بواجباتهم الدعوية والتربوية نحو بيوتهم لتحقيق صفات البيت المسلم القدوة، لأن العمل مع بيوتنا جزء أصيل من عملنا الدعوي.
وعليه أيضا توجيههم للحركة والعمل في محيط الجيران والأهل والأرحام، كذلك الحركة بالدعوة في محيط الدراسة أو محيط العمل، أو يدفعهم للعمل بأحد مجالات الدعوة التي تناسب قدراتهم وظروفهم، مثل: الأشبال، أو الطلاب، أو نشر الدعوة، أو البر والخدمات الاجتماعية… أو غيرها من أقسام ولجان العمل في الدعوة.
- تاسعًا: أن يُهيئ المربي لإخوانه البيئات التربوية الداعمة لنموهم التربوي وَفق منهج المرحلة، فيُعدد من الأنشطة المصاحبة للأسرة، ولا يُقصر علاقته بهم في لقاء الأسرة فقط، لأنه وقت- رغم أهميته- محدود لا يكفي للتربية.
ومما نوصي به المربي في هذا الباب أن يحرص على تفاعل إخوانه مع محاضن التربية المجمعة، مثل: الدورات، والندوات، والمخيمات، والليالي الإيمانية، وغيرها من برامج التربية الجماعية.
ومع تهيئة البيئة للنمو يجب عليه متابعة تقدم إخوانه، ورصد نموهم التربوي وتقويم حالتهم وَفق منهج المرحلة، إعمالًا لمبدأ “التربية بالأهداف”، فنراه يُعزز المتقدم منهم ويدفعه، ويشجع المتعثر منهم ويأخذ بيده ويعينه في تجاوز عثرته.
ومع تهيئة البيئة ومتابعة النمو التربوي يجب على المربي أن يجمع في تربيته لإخوانه بين أسلوبي التربية الفردية والتربية الجماعية، مع مراعاة مبدأ “الفروق الفردية” في التربية، ولا يغفل أن ينمي الذاتية في نفوس إخوانه باعتبارها أحد صور التربية الفردية، من خلال تربيتهم على الذاتية العبادية والاجتماعية والدعوية وغيرها من صور الذاتية، ما دامت الذاتية في إطار الانضباط الحركي والتنظيمي.
- عاشرًا: أن يجمع المربي قلوب إخوانه حول الدعوة، والثقة في طريقها “قيادة، ومنهج، وأفراد”، وأن يربيهم على الانتماء الصادق للدعوة “عاطفيًّا قلبيًّا، وفكريًّا عقليًّا، وتنظيميًّا حركيًّا”، وأن يشعرهم دائمًا أنهم أصحاب دعوة وليسوا أُجَرَاء فيها، وبالتالي وجب عليهم أن يُفكّروا لها وينصحوا لها ويحملوا همها، ومن لوازم ذلك أن يشجعهم على المشاركة بآرائهم وأفكارهم لخدمة العمل وتطويره، وأن يعمق عندهم مبدأ “الدين النصيحة” وَفق آدابها وضوابطها، وأن يربيهم على ممارسة الشورى علميًّا وعمليًّا وَفق آدابها وآلياتها.
نسأل الله سبحانه أن ينصر دعوتنا، وينشر فكرتنا، ويبارك أخوتنا، وأن يُوفق قادتنا ويجمع على الحق كلمتنا. كما ندعوه سبحانه أن يخلص نياتنا ويتقبل أعمالنا، وأن يجعلها في ميزان الحسنات: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا) [آل عمران: 35].
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.