تمثّل الواجبات المنزلية للطلاب فرصة لمراجعة ما تم دراسته في المدرسة أو المؤسسات التعليمية المختلفة، وهي مهمة لتطبيق المفاهيم والمعارف التي اكتسبها الطلاب، وتُعزز مهاراتهم المختلفة مثل القراءة والكتابة والحساب والتفكير النقدي، وتساعد على تطوير مهارات الاعتماد على النّفْس في حل المشكلات، والبحث عن المعلومات وتثبيتها في الذهن، وفي الوقت ذاته مفيدة في التواصل مع الوالدين، لذا فإن إهمال هذه الواجبات يعد مشكلة تتطلب البحث عن حلول.
أسباب مشكلة إهمال الواجبات المنزلية
ويُهمل كثير من الطلاب الواجبات المنزلية التي يُكلّفون بها في سواء في المدرسة أو المؤسسات التعليمية الأخرى، ويرجع ذلك إلى:
- أنها قد تكون فوق طاقة الطلاب الفكرية والبدنية.
- عدم وجود التنوع الكافي لوضع الأسئلة في الواجبات المدرسية ما يعجز الطالب عن حلّها، ويشعره بالتثاقل عند مذاكرتها.
- إهمال المعلم لمتابعة الطلاب في أداء الواجبات واكتفائه بالسؤال عن أدائها فقط دون الاطلاع عليها، وهذا يؤدي إلى كسل الطلاب عن عملها.
- ضعف اهتمام المعلم أو ولي الأمر بالطلاب في المراحل التعليمية التي تلي الابتدائية، حيث يكون الاهتمام قاصرًا فقط على الصغار في السنوات الأولى من الدراسة سواء في حلِّ الواجب أو في الامتحانات.
- قلة دافعية الطالب للتعلم والمذاكرة وحل الواجبات، وعدم وجود أهداف واضحة عنده، بالإضافة إلى نقص التعزيزات المعنوية والمادية.
- ضعف أو غياب بعض الأسر عن متابعة الطلاب وسؤالهم عن الواجبات والمذاكرة، وهو ما يجعل الطالب ينشغل بأمور أخرى مثل اللعب واستخدام الهاتف الذكي أو مشاهدة التلفاز طوال الوقت ولا يعطي أي اهتمام للدراسة.
- إعطاء المعلمين تمارين صعبة للطلاب وكأنَّها من باب التعجيز، وبالتالي فإن الطالب الضعيف لن يستطيع حلها، ومع الوقت يهملها تمامًا ولا يحاول الاقتراب منها لأن النتيجة واحدة في النهاية.
- شرح الدروس في الفصل بطريقة غير مناسبة، وبالتالي تسقط الكثير من النقاط والمفاهيم والمعلومات من ذاكرة الطالب ويعجز عن حل الواجب في المنزل لأنه لا يفهمه ومع الوقت ينفر منه ويهمله.
- عدم تحبيب المادة للطالب، وهو ما يدفعه لإهمال الواجب الخاص بها.
- عدم شرح التمارين وأسبابها للطلاب يجعلهم يتصورون أن الأعمال المنزلية عقابٌ دون ذنب.
- وجود مشكلة عند الطالب، ومنها الحالات المرضية العقلية التي تؤدي إلى بطء التعلم.
- عدم إدراك الطالب لأهمية الواجب المنزلي، نظرًا لصغر سنه ونقص وعيه، فهو دائمًا يُفضّل اللعب واللهو على الجدية والالتزام.
- قلة تشجيع الطالب المتفوق والمهتم بأداء واجباته المنزلية قد يؤدي إلى إهماله هذه الواجبات مع الوقت.
- عدم توجيه الطالب وإرشاده لترك بعض الممارسات الخاطئة، مثل السهر أو التأخر خارج المنزل أو مشاهدة التلفاز لساعات طويلة.
- وجود مشكلات أسرية تؤثر على نفسية الطالب وتفاعله مع أداء واجباته المنزلية، ومنها حالات الطلاق أو فقد الأبوين أو أحدهما أو تدني المستوى المادي للأسرة.
- كثرة الواجبات تسبب ضغطًا نفسيًا على الطلاب ما يدفعهم إلى رد سلبي تجاهها وتجاه الدراسة ككل.
- أن يكون الواجب الدراسي خالٍ من المواد التفاعلية التي تجذب الطالب للقيام به والرغبة في كاتبته وحل أسئلته، وهذا على عكس الألعاب التي يمارسها الطالب وتجذب انتباهه فيفضّلها عن الواجب.
حلول لمشكلة إهمال الواجبات المنزلية
ورغم أن إهمال الواجبات المنزلية مشكلة تؤرق الكثير من الأسر، فإن حلها ممكن ويسير من خلال الآتي:
- اتباع النظام والقواعد التي تقول بأن العمل قبل المرح، فلا يُسمح للطفل مثلا باللعب والمرح قبل أداء واجباته.
- مساعدة الطالب في تحديد المهام التي عليه بدقة، وتعليمه عمل قائمة بهذه المهام، ليدرك الوقت الذي يحتاجه لكل مهمة بدقة.
- تحويل الواجبات إلى مسألة لطيفة قدر الإمكان، فلا يصحبها تهديد ووعيد وإهانة، بل نحببها إليه، فنبدأ بعمل السهل منها، ونثني على الطالب حينما يجيد ولو قليلًا، ونحفّزه للعمل لتحسين أدائه باستمرار.
- إعداد الطفل ليحل واجباته المدرسية بتجهيز وترتيب وتنظيم المكان، ولا نتركه يعاني من الجوع، ثم نبدأ معه بمراجعة الدروس السابقة التي تعلمها في المدرسة في ذلك اليوم، وهو ما يساعده على حل الواجبات بسهولة.
- تخصيص وقت للراحة، ويكون ذلك بين مراجعة وحل واجبات مادة ومادة أخرى، حتى لا يتعرض الطفل إلى الضغط فيكره حل الواجبات ويتهرب منها.
- التشجيع، ويكون من الوالدين على الاستمرار في النجاح عن طريق الدراسة وإنجاز الواجبات أولاً بأول، ثم التواصل مع المدرسة للتعرف إلى مستوى الطالب.
- عدم المقارنة، فمن المهم أن يعرف أولياء الأمور أن هناك الكثير من الفروق الفردية بين الأبناء، وأنه ليس من الجيد المقارنة بين سرعة طفل بآخر عند حل الواجبات لكي لا يصاب أحدهم بالإحباط والآخر بالغرور.
- تحرص الأم على تنمية روح الإبداع عند طفلها، وتناقشه فيما يقوم بحله ولا تجعله يتحول إلى آلة للنسخ فقط فيفقد الرّغبة في التعليم ويتوقف عن الإنجاز من الأساس.
- حضور الأب- مهما كان مشغولا- في حياة الطفل وأن يطلع على ما ينجزه خلال يومه، فدور الوالد حتى لو قصير فهو محفز للطفل، خصوصًا حين يسمع عبارات الثناء منه، لأن في مرحلة الطفولة يرى الطفل أباه مثله الأعلى وقدوته الأولى.
- أن يُشعر المعلم طلابه بأن ما يكلفهم به من واجب منزلي هو تطور طبيعي مستمر للعمل الذي يقومون به داخل الفصل.
- أن يوضح المعلم أهداف الواجب المنزلي الذي سيقوم به الطلاب، وطريقة أدائه.
- أن يختار المعلم الوقت المناسب من زمن الحصة الدراسية لتكليف طلابه بالواجب المنزلي.
- حل المشكلات الأسرية التي تؤثر بالسلب على نفسية الطفل وبالتالي يهجر ويهمل الواجبات المطلوبة منه.
- التوازن في كمية الواجبات، ومحاولة التنسيق مع المدرسين الآخرين في ذلك.
- ترك الحرية أحيانا للطالب في اختيار بعض تمرينات الواجب من بين عدد من التمرينات.
- إعطاء واجبات معينة لبعض الطلاب حسب قدراتهم ومستوياتهم.
إن الواجبات المدرسية تؤثر في الطلاب لأنهم يحملون عبء أدائها، والمعلم يخطط لها ويتحمل مسؤولية التقييم، ثم يدخل الآباء والأمهات على خط المسؤولية بالمتابعة مع الأبناء، لذا من المهم تكاتف هذه الأطراف في تبسيط هذه المهمة وتحويلها من معاناة إلى متعة وباب لتطوير الطلاب والنهوض بالعملية التعليمية.
مصادر ومراجع:
- عبد الحميد محمد شاذلي: الواجبات المدرسية والتوافق النفسي، ص 10.
- د. عبد الرازق الثمالي: أثر الواجبات المنزلية في التحصيل الدراسي، ص 274.
- عبد الخالق نتيج: إهمال الواجبات المنزلية : الأسباب والحلول.
- إسلام أون لاين: إهمال الواجبات المدرسية .. مفاتيح علاجية للمعلم
- كيني جيل: الواجبات المنزلية ضرورة وعبء لابد منه.