مما لا شك فيه أنه توجد أعداد وفيرة ضخمة تملأ كل فج، جاهزة للتضحية والبذل، تتوقد حماسًا وحيوية أن ترى الإسلام يسود، لكنها تحتاج إلى القائد المبصر، والرائد الحكيم الذي يقود بها في لجج البحار، فيكون الربان الماهر الذي يقودها إلى شاطىء السلامة، ويحقق بها موعود الله في الأرض.
ولإيجاد هذا القائد لا بد من الوقوف بين يدى المصطفى ﷺ قائد ركب الإيمان في الوجود، والنظر إلى الجيل الذي صاغه- أي جيل الصحابة-، حتى كان هو جيل القادة الذين نقلوا روح النبوة وهديها إلى كل أرجاء الوجود، فحكموا بهذا الهدى، وأضاؤوا الوجود بهذا النور.
وهذا الكتاب- بأجزائه الأربعة- يضع أيدينا على المنهج الذي ربي به النبي ﷺ أصحابه حتى أصبحوا جيلًا قياديًا فذًا عز نظيره في التاريخ.
والذين يحملون عبء قيادات العمل الإسلامي في الأرض مدعوون إلى الوقوف على هذه التربية وهو ما يهدف إليه هذا الكتاب.