رغم تغيّر أجواء التعليم وتحوله في بعض الأحيان إلى مجرد أعمال وظيفية روتينية، فإن المعلم ما زال يحتفظ برصيدٍ لا بأس به من الاحترام بالقدر الذي يناسب أهمية دوره في بناء الأمة، وسيبقى دوره مستمرًا وراسخًا في الحفاظ على قوة المجتمعات ما بقي دور الأسرة محوريًا في تواجد العنصر البشري وبقائه واستقراره.
ويجب أن يتنبه كل مَن يهتم ببقاء القيم والمجتمعات والأجيال والجنس البشري كلية، إلى ضرورة العمل على عودة الدور الأصيل للمعلم والحفاظ على مكانته في نفوس الأبناء وتربيتهم على احترامه وتعزيز دوره بالتشجيع والتعاون والعمل على احتلاله المكانة اللائقة به في المنظومة الاجتماعية باعتباره أحد رواد بناء وحراسة القيم في مجتمعاتنا، وأحد أهم معاول العملية التربوية في زمن تتخطفنا فيه وتتخطف مبادئنا واستقرارنا ووجودنا العديد من التحديات.
وبما أنّ العالم في القرن الحادي والعشرين يشهد تطورًا هائلًا في المعرفة والمعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات، فلا بُد من إعداد المعلمين إعدادًا خاصًّا، حيث توصلت العديد من الدراسات التربوية إلى أنّ التلاميذ يتعلمون بشكل أفضل من المعلمين ذوي الخصائص والسمات المحددّة.
مكانة المعلم في القرآن والسنة
إنّ المعلم هو سراج العباد وعماد البلاد، ويجب على الطلاب الدعاء له والثناء عليه واحترامه لتكبده المشقة معهم، فها هو القرآن الكريم يرفع من قدره، فيقول تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، فهذا دليل على رفعة الله لأهل العلم، وأنّ رسالة المعلمين ليست وظيفة.
ولقد جمع القرآن الكريم بين دفتيه الكثير من الآيات التي تحض على العلم والسعي له، والاستزادة منه، فالعلم ركيزة من ركائز الإيمان بالله تعالى، وكلَّما ازداد المسلم علمًا ازداد إيمانه، ومن ثمّ قرن أهل العلم به سبحانه وتعالى، فقال: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
بل بدأت الرسالة المحمدية بفعل أمر هو: {اِقْرَأْ}، فكانت أول غيث الرسالة أن: {اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق* خلَقَ الإنسانَ من علَق* اقرأ وربُّكَ الأكرم* الَّذي علَّمَ بالقلَم* علَّم الإنسانَ ما لم يعلم} [العلق: 1-5].
ويُعزز المولى سبحانه مكانة المُعلّم والعلم بقوله: {أَمَّنْ هو قانتٌ آناءَ اللَّيلِ ساجدًا وقائمًا يَحذَرُ الآخرةَ ويَرجو رحمةَ ربِّهِ قلْ هل يستوي الَّذين يعلمونَ والَّذين لا يعلمونَ إنَّما يَتَذكَّرُ أولوا الألباب} [الزمر39].
ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ” (صحيح الترمزي)، ويُبين هذا الحديث فضلٌ العلماء وأجرهم بما مَنَّ اللهُ عليهم مِن العِلمِ الذي تَعلَّموه ويَنشُرونَه في النَّاسِ، فيرفعون بهم جهلهم، ويَقودُهم نحوَ معالمِ الخيرِ الَّتي يَصلُحُ بها شأنُ دينِهم ودُنياهم.
سمات المعلم الناجح
إن المعلم الناجح له سمات يتعلق بعضها بشخصيته، والبعض الآخر له صلة بالجانب العلمي والتربوي، ولا بُد من توفر هذه السمات في المعلمين حتى يكونوا أيقونة النهضة لأي أمة، وهي:
- قوة الشخصية: وهي من مستلزمات الرسالة التعليمية، التي تكون سببًا في الإعانة على مواجهة المواقف الصعبة، وعدم التهرب منها، فتتم المواجهة بعزم، وثبات، ورباطة جأش دون خوف، أو تردد، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير” (رواه مسلم).
- حسن المظهر: فهناك علاقة وثيقة بين قوة الشخصية، والعناية بالمظهر، ولا بُد لكل مُعلّم أن يعتني بمظهره العام، ويحرص دائمًا على أن يبدو في صورة طيبة، وهذا من الأمور المهمة التي دعا إليها الإسلام. وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يهتم بهذا الأمر أيّما اهتمام، يقول سيدنا جابر بن عبد الله الأنصاري – رضي الله عنهما-: “أتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى رجلًا شعثًا، قد تفرق شعره، فقال: “أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره”، ورأى رجلًا آخر عليه ثياب وسخة، فقال: “أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه” (صحيح أبي داود).
- التفاؤل: وهو قوة نفسية تدفع صاحبها إلى مضاعفة الجهد، والمثابرة في العمل والاستمتاع بما يقدم دون ملل، أو كلل، أو يأس، كما أنه صفة يجب أن تكون موجودة في كل مسلم، حيث إن الدين يدعوه إلى أن يكون متفائلًا، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: “عجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابته سراءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له” (رواه مسلم).
- الرحمة: وهي من الصفات المهمة التي يجب أن يتصف بها كل إنسان، فكيف بمن يقوم بمهمة عظيمة خطيرة كمهنة التعليم، فلا بُد أن يكون المعلم رفيقًا، رحيمًا، ذا شفقة على تلاميذه، ولنا في سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، إذ قال الله تعالى في كتابه مخاطبًا رسوله الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159).
- القدوة الصالحة: فلا شكّ أنّ حركات المعلمين، وسكناتهم، وأسلوب حديثهم، ومزاجهم، وطريقة أكلهم وشربهم، كل ذلك مراقب، ومحسوب عليهم، وتلميذ المرحلة الابتدائية – تحديدًا- أكثر من غيره تعلقًا بأستاذه، وحرصًا على تقليده، واقتفاء آثاره، فلا بد إذن أن توافق أفعالهم أقوالهم، لقول الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ …} (البقرة: 44).
- الكفاية العلمية: وهي صفة لا غنى للمعلم عنها، فهي قوام مهنته، وركيزة عمله، فلا بُد من أن يكون على درجة مناسبة من إتقان تخصصه فيما يدرِّس من مقررات، وأن يكون متابعًا لما يستجد من دراسات، وأبحاث متصلة بعمله، وأن يستمر في طلب العلم، ولا يقف عند حد، فقد أسند الإمام ابن عبد البر – رحمه الله- في جامع بيان العلم وفضله عن الإمام مالك – رحمه الله- قال: “لا ينبغي لأحد يكون عنده العلم أن يترك العلم”.
- الكفاية التربوية: وهي من أهم المقومات الأساسية لنجاح المعلمين، وعلى هذه الكفاية يتوقف نجاحهم، أو فشلهم، فلا بُد من الجمع بين غزارة المادة، والقدرة الجيدة على توصيلها إلى التلاميذ بصورة صحيحة، ولذلك لا بُد للمعلمين من الإلمام بأمور عدة، من أهمهًا، الأساليب التربوية والمختلفة في توصيل المعلومات المتنوعة، والوسائل التعليمية المعينة، ومهارة إدارة الصف، ومهارة توظيف الأحداث الجارية، والتعامل مع مستويات التلاميذ، وغيرها من المهارات.
- مراعاة الفروق الفردية: فلا بُد للمعلم من أن يُخاطب كل تلميذ على قدر فهمه، وبما يلائم منزلته، ولا بُد من أن يجيب كل سائل بما يهمه، ويناسب حاله، وأن يراعي المبتدئ، فلا يعلمه ما يعلم المنتهي، وقدوة المعلم في هذا الرسول الأكرم – صلى الله عليه وسلم- الذي كان يراعي هذه الأمور أشد المراعاة، فقد أخرج الإمام الترمذي عن عبد الله بن بسر – رضي الله عنه-: “أن رجلًا قال: يا رسول الله، إنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله”.
- انتهاز الفرص المناسبة: فلا بُد للمعلم من أن ينتهز الفرص المناسبة لغرس ما يريد تعليمه، فيربط بين المناسبة القائمة، والعلم الذي يريد بثه، وإذاعته، فيكون من ذلك للمخاطبين أبين الوضوح، وأفضل الفهم، وأقوى المعرفة بما يسمعون ويُلقى إليهم. فقد أخرج الإمام البخاري عن سيدنا جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه-، قال: “كُنّا عند النبي، فنظر إلى القمر ليلة – يعني البدر- فقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، فافعلوا، ثم قرأ: {وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا} (طه: 130).
- التعليم بالقصص: فللقصة دور مهم في التربية من حيث تأثيرها النفسي، والعاطفي، وعرضها للحقائق في صورة مواقف يتفاعل معها المعلم تفاعلًا ينقله ليعيش في طياتها، أو ينقلها لتعيش في عقله، وقلبه، وخياله، وهي أسلوب من أساليب التربية العصرية.
وأمّا السمات التي يراها التربويون المعاصرون من العرب والغرب والمسلمين، فهي تتمثل في:
- الصحة الجسمية والعقلية.
- المهارة في العلاقات الاجتماعية.
- الصوت الواضح المسموع.
- العدل في معاملة الطلاب.
- الصبر والحِلم وطول البال.
- الإخلاص والحماسة لمهنة التعليم.
- محبة الطلاب والتعاطف معهم.
- الاستقرار العاطفي.
- المحافظة على وقت الطالب.
- النصح والإرشاد والتوجيه للطالب.
- البعد عن الخبائث والرذائل.
- استخدام وسائل الإيضاح.
- الاستماع الجيد إلى الطلاب وحسن معاملتهم.
- التمتّع بروح الدعابة.
- يستخدم أنظمة إدارة المدارس الحديثة.
- على تواصل دائم بأولياء الأمور.
- يكافئ الطلاب المتميزين.
صفات المدرس الناجح في إدارة الصف
وهناك بعض الإجراءات التي تساعد المعلم على ضبط الصف وإدارته، ومن أهمها ما يلي:
- أن يسلك مع طلابه سلوكًا معتدلا غير متسلط ولا متساهل.
- يخصص جزءا من الوقت لقبول أفكار الطلاب واستخدامها.
- يشجع الطلاب على المبادرة بالحديث.
- يستخدم اللغة الفصحى في حديثه.
- أن يقلل من أسلوب الأمر والتوجيه للطلاب.
- التوزيع في نبرات صوته بين العالي والمنخفض.
- أن يوزع الزمن على عناصر الدرس.
- يشعر الطلاب بأنهم معرضون بالسؤال في أي وقت.
- يجول بنظره على جميع الطلاب.
- ينوع من أساليب التدريس، ويقلل قدر المستطاع من أسلوب الإلقاء.
- عدم السخرية من أي طالب.
- أن يسيطر على نفسه ويضبط أفعاله.
أساليب الرسول التعليمية
تعددت الأساليب التعليمية للرسول – عليه الصلاة والسلام-، فقد كان يستعمل الأسلوب المناسب لكل موقف ومن هذه الأساليب التي يجب أن يراعيها المعلم لينجح في رسالته:
- إثارة التفكير: وهذا الأسلوب يفتقده أكثر المعلمين في تعليمهم، فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- قال: “بينما نحن عند النبي جلوس، إذ أُتي بجمّار نخلة (الجمّار قلب النخلة وشحمها) فقال وهو يأكله: “إنّ من الشجر شجرة خضراء، لَمَا ببركتها كبركة المسلم لا يسقط ورقها ولا يتحاتُّ (لا يتناثر) وتؤتي أُكُلَها كل حين بإذن ربّها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟” (صحيح البخاري).
- الحوار: وذلك لإثارة الفكر والانتباه: فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: “أرأيتم لو أنَّ نَهرًا بباب أحدكم، يغتسل منه كلَّ يوم خمس مرّات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا” (صحيح مسلم).
- المقايسة والتمثل: روى البخاري عن ابن عبّاس أنّ امرأة من جهينة جاءت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم-، فقالت: إنّ أمي نذرت أن تحجّ، فلم تحجّ حتى ماتت، أفأحجّ عنها؟ قال: نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ قالت: نعم، فقال: اقضوا الله الذي له، فإنّ الله أحق بالوفاء.
- استعمال الإشارة: فعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضا، ثمّ شبَكّ رسول الله بين أصابعه”.
- الأمثال والتشبيه: فعن النعمان بن بشير – رضي الله عنهما- عن النبي – صلى الله عليه وسلم-، قال: “مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا” (صحيح الترمذي).
- الرسم: فعن عبد اللَّه بنِ مسعود – رضي الله عنه- قال: خَطَّ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ، وَقَالَ: «هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا” (صحيح الترمذي).
- التعليم بالتدرج: فعن ابن عباس – رضي الله عنهما-: أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم- بعث معاذًا إلى اليمن فقال: “إنّك ستأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإيّاك وكرائم أموالهم، واتّق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب” (البخاري).
- المداعبة والممازحة: فقد كان النبي يُداعب المتعلمين ويمازحهم: عن أنس بن مالك – رضي الله عنه- قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يدخل علينا ولي أخ صغير يُكنى أبا عُمير، وكان له نغرٌ يلعب به فمات، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرآه حزينًا، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره، فقال: يا أبا عمير ما فعل النُغير؟ (مسند الإمام أحمد).
- التواضع: فكان عليه الصلاة والسلام أشدّ تواضعًا للمتعلم، السائل منهم والضعيف في الفهم وأشد رفقًا به. فعن أبي رفاعة العددي قال: “انتهيت إلى النبي وهو يخطب، قال: فقلت: يا رسول الله، رجلٌ غريب جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه. قال: فأقبل عليّ رسول الله، وترك خطبته حتى انتهى إليّ، فأتى بكرسي حسبتُ قوائمه حديدًا، قال: فقعد عليه رسول الله وجعل يعلمني مما علمه الله، ثمّ أتى خطبته فأتم آخره” (صحيح مسلم).
المصادر
- أهم صفات المعلم الناجح
- صفات المعلم الناجح ومهاراته
- خالد بن محمد الشهري، كتاب دليل المعلم الناجح، ص (61-63).