يُعدّ الغضب عند الأطفال أمرًا طبيعيًا في حال سيطر عليه الآباء والأمهات بالوسائل التربوية الصحيحة، فهو شعور فطري لدى الناس جميعًا، بما في ذلك الصغار، ويُمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل مختلفة، مثل الإحباط، أو الشعور بالأذى، أو عدم القدرة على الحصول على ما يريده الطفل.
وتختلف علامات الغضب لدى الطفل، لتشمل البكاء، والصراخ، والضرب، والرفس، والعض، ورمي الأشياء، ورفض الطعام أو النوم، أو الانعزال عن الآخرين، وذلك تعبيرًا عن المشاعر السلبية، وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى شخص بالغ ليُساعده على تهدئة نفسه، ويكون لديه القدرة على استيعاب ردود أفعاله، حتى يمكنه التعامل معها.
أسباب الغضب عند الأطفال
وتتعدد أسباب الغضب عند الأطفال في المراحل العمرية الأولى من حياتهم، ومن أبرزها ما يلي:
- منح الأهل حرية كاملة للطفل في تصرفاته، أو العكس تماما، مثل فرض القيوم على تصرفات وحركات الطفل.
- رغبة الطفل في التصرف بحرية أو حاجته إلى التعبير عن استقلاليته الذاتية.
- فرض قيود وتعليمات من قبل الأبوين وإلزام الطفل التقيد بها، وعندها قد يرغب الطفل في جذب الانتباه لاختبار مدى جدية هذه القيود.
- أخذ شيء يحبه الطفل، أو قيام الأهل بحرمانه مما يحبه.
- شعور الطفل بالإحباط لعدم قدرته على التعبير عن رغباته واحتياجاته بوضوح، كونه لا يمتلك مخزونا كافيا من الكلمات. وبخاصة في السنوات الأولى من عمره.
- شعور الطفل بأنه فقد زمام السيطرة.
- عجز الطفل عن استيعاب أو فهم الأمر الذي يطلب إليه القيام به.
- نقل الطفل من مكان لآخر، مثل: الفترة التي يتم فيها اصطحاب الطفل من الحضانة إلى المنزل.
- شعور الطفل بالجوع أو العطش، أو فرط النشاط أو الملل أو التعب، أو التوتر والانزعاج.
- التعدي على شيء من ممتلكاته، أو تحقير الطفل والاستهزاء به أو نقد الطفل، وبخاصة أمام الأشخاص الذي يحبهم.
- قلة الاهتمام والتعبير عن الحب من الأبوين لطفلهم، الأمر الذي يسبب غضب الطفل كوسيلة للتعبير.
- شعور الطفل بالظلم من الأبوين أو الإخوة، والقسوة الشديدة عليه.
- شعور الطفل بالفشل سواء في المدرسة أو المنزل.
- تكليف الطفل بأعمال تفوق طاقته وقدرته، ولومه عند التقصير.
- إلزام الطفل بمعايير سلوكية لا تتفق مع عمره.
- الدلال الزائد للطفل، وإعطائه باستمرار كل ما يريد، فيعتاد على أن رغباته مستجابة دائمًا، وإن لم تحدث الاستجابة غَضِبَ.
- تقليد الطفل أبويه أو المعلمين في غضبهم.
- تعدد مصادر التربية وعدم الاتفاق بين الأبوين والتباين في سلوكهما كأن يكون أحدهما قاسيًا متشددًا والآخر متساهلًا جدًا.
- ضعف الحالة الصحية أو معاناة الابن من تشوه خلقي يجعله راغبًا في لفت الانتباه.
- إذا واجه التنمر أو واجه مشاكل مع أصدقائه.
علاج مشكلة الغضب عند الأطفال
وتتطلب عملية السيطرة على الغضب عند الأطفال السير على استراتيجية منظمة للحصول على أفضل النتائج، وذلك من خلال التالي:
- الحفاظ على الهدوء قدر المستطاع عند حدوث نوبة غضب الطفل، لأنّ أي رد فعل عصبي تجاه غضبه سيزيد من تفاقم الوضع.
- الانتظار حتى ينتهي الطفل من نوبة الغضب، لأن الطفل حالما بدأ نوبة غضبه فمن الصعب جدا التدخل فيها وإيقافها.
- تجنب ضرب الطفل أو تعنيفه، مهما كانت نوبة الغضب شديدة.
- التحلّي بالحكمة تجاه نوبات الغضب، فإذا كان وراء البكاء عدم حصول الطفل على شيء يريده، يجب على الأب أو الأم التمسك بموقفهم وعدم الرضوخ لرغبة الطفل.
- إزالة أية أداة حادة يُمكن أن تتسب في أذى للطفل خلال نوبة الغضب.
- التضامن مع الطفل في حال كان سبب نوبة الغضب واضحًا، لأنّ ذلك يُشعره بأنه مُحقّ في غضبه، وعندها ستخف حدّة الغضب تدريجيًّا وتزول.
- اتخاذ موقف ثابت من نوبة غضب الطّفل، حيث إن تلبية رغباته أحيانًا، وعدم تلبيتها أحيانًا أخرى، سيزيد من الأمر سوءًا.
- تشجيع الطفل على استبدال الأفكار السلبية بأفكار أكثر تعاطفا ومرونة مع الذات، وعلى الأب والأم مساعدة الطفل في تحديد المعتقدات السلبية وتحدّيها، ثم استبدالها بعبارات بنّاءة وتفاؤل أكثر.
- تعليم الطفل عدم التسرع في ردود الفعل، وتشجيعه على التنفس بعمق عندما يشعر بالغضب.
- تعزيز التواصل المفتوح والاستماع النشط، فعلى الأب والأم أن يتأكدا من أن الطفل يشعر بالراحة في التعبير عن مشاعره دون خوف من الحكم أو العقوبة.
- تعليم الطفل أن الغضب عاطفة طبيعية، ولا بأس من الشعور به، لكن من المهم- أيضا- التعبير عنه بشكل مناسب.
- الاستماع بفاعلية إلى مخاوف الطفل دون مقاطعة أو تجاهل مشاعره.
- تعليم الطفل مهارات حل المشكلات وحل النزاعات، والتعرف إلى المواقف أو الأحداث أو الأشخاص الذين يميلون إلى إثارة غضبه، من خلال تحديد هذه المحفزات بما يجعل من الممكن توقع وإدارة استجابتهم العاطفية بشكل أفضل.
- تشجيع الطفل على تبادل الأفكار واستكشاف حلول مختلفة للمشكلات أو النزاعات التي يواجهها.
- تحديد نوع نوبات الغضب مثل التعب والجوع والقلق والمخاوف أو المبالغة في التحفيز، تجنب المحفزات التي تؤدي إليها.
- إلهاء الطفل بأي شيء، مثل تغيير الموضوع أو الانتقال إلى مكان مختلف، ما قد يساعد في توقف نوبة الغضب عندما ينغمس الطفل في أنشطة جديدة سريعًا.
- تجنب الظروف التي تسبب نوبات الغضب، مثل فوات ميعاد قيلولة الطفل أو تركه دون طعام.
- تجنب الصراخ في وجه الطفل أو تهديده.
- الابتعاد عن تعنيف الطفل لأن هذا التصرف عدوى قد تصيب الطفل الذين سيميل إلى اعتماد الأسلوب نفسه في المستقبل القريب أو البعيد.
- استشارة الطبيب إذا كانت نوبة الغضب تتطور إلى الإغماء، أو استمرت النوبة لأكثر من 15 دقيقة، وفي حال كانت تتكرر أكثر من مرتين يوميًا، وإذا ألحق الأذى بنفسه أو بالآخرين، أو كان يتعرض لكوابيس ليلية.
إن الغضب بأشكاله المختلفة من الوسائل التي يُعبّر الطفل من خلالها عن مشاعره السلبية، ويوجد جزء كبير من الأطفال لا يملكون القدرة على تهدئة أنفسهم، إذ عندما يغضبون يصبحون بحاجة إلى شخص بالغ حتى يساعدهم على التهدئة، يكون لديه القدرة على استيعاب ردود أفعالهم، حتى يمكنهم من التعامل معها.
مصادر ومراجع:
- مادلين المشارقة: طفلك غاضب؟!.. هذه هي الطريقة الأمثل للتعامل معه.
- د. مأمون مبيض: طفلي سريع الغضب ويثور لأتفه الأسباب.. كيف نغير طباعه؟
- مروة رفعت: نوبات غضب الأطفال: الأسباب وطرق السيطرة عليها.
- رباب المن عباس: الغضب عند الأطفال.. أسبابه وكيف يمكن إدارته والتحكم به.
- هبة محمد: نوبات الغضب عند الأطفال.. علاماتها وكيف تساعد طفلك على تجاوزها؟