إن الحقائق المتعلقة بأهمية النمو في مرحلة الطفولة لم تتضح، في الواقع إلا منذ فترة قريبة جداً في تاريخ الحضارة الانسانية. والعلم الذي يضع أيدينا على ظاهرة النمو هذه، هو نفس العلم الذي يستطيع التنبؤ بنوع التناول الذي يجب علينا أن نقوم به النسبة للطفل إذا أردنا أن نحقق له ولمجتمعه ذلك المستقبل الأفضل، وما هذا الكتاب إلا محاولة لتحقيق هذين الهدفين: معرفة العوامل المؤثرة في النمو النفسي الاجتماعي للطفل، واستعراض كامل للظروف التي يمكن أن توفر للطفل الرعاية المثلى في سبيل مستقبل أسعد.
وقد قسم الكتاب إلى جزئين رئيسيين، اشتمل الجزء الأول على أربعة أبواب، يتناول الباب الأول منها البعد النظري، أي المفاهيم والقضايا والمبادئ والنظريات التي تتعلق بعملية النمو. أما الأبواب الثلاثة الأخرى فيتناول كل منها مرحلة من مراحل النمو التي تبدأ من قبل الميلاد وتنتهي عند سن السادسة وبذلك يكون الجزء الأول قد تناول تلك المراحل من حياة الطفل، التي يمكن أن نسميها بالمراحل التكوينية. ذلك أن السنوات الست الأولى في حياة الطفل هي تلك التي توضع فيها الدعامات والقواعد الأساسية التي ينبني عليها التنظيم العام لشخصيته مستقبلا.
أما الجزء الثاني من هذا الكتاب فيشتمل على بابين اثنين يتناول الأول منها مرحلة الطفولة المتأخرة أو طفل المدرسة الابتدائية ويتناول الباب الثاني مرحلة المراهقة. وكما هو واضح فإن هذه الفترة من حياة الطفل هي تلك التي يمكن أن نسميها بالمرحلة الاعدادية، أي التي بعد فيها الطفل لكي يصبح عضوا منتجا في المجتمع فيما بعد. ففيها يتلقى الطفل المعلومات والمهارات اللازمة لهذا الغرض.
الباب الأول: الوضع النظري لعملية النمو
الباب الثاني: بدايات النمو
الباب الثالث: طفل المهد
الباب الرابع: طفل ما قبل المدرسة
الباب الخامس: طفل المدرسة الابتدائية
الباب السادس: مرحلة المراهقة