إنّ الدعوة إلى الله تعالى لها شأن عظيم، وهي من أهم الفروض والواجبات على المسلمين عمومًا وعلى العلماء بصفة خاصة، وهي منهج الرّسل عليهم الصلاة والسلام، والأمة كلها بحاجة شديدة إلى التبصير في دين الله والترغيب في التفقه فيه والاستقامة عليه، والتحذير مما يضاده أو يضاد كماله الواجب أو ينقص ثواب أهله ويضعف إيمانهم.
ودور الداعية هو إخراج الناس من أوضاع التمزق والشتات تحت وطأة الأنظمة الوضعية، إلى سعة الدين وآفاقه الرحيبة، ونُظمه الكفيلة بإسعاد البشر، وأن يخرجهم من النار إلى الجنة كذلك، لذا فإنها واجبة لكن هذا الوجوب يثقل على إنسان ويخف على آخر، بقدر ما يكون عند الإنسان من العلم.
مفهوم الدعوة إلى الله
وتأتي الدعوة إلى الله بمعنى الدعاء، والدعوة الإسلاميّة هي الدعوة إلى الإسلام، وشهادة أنّ لا إله إلاّ الله، وأنّ محمدا رسول الله، وهي من مصدر دَعا يدعو دَعوَةً، وجمعها دَعْوات ودَعَوات.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: إنّ الدعوة هي الإيمان بالله، وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وهي كل ما أحبه الله ورسوله من واجب ومستحب، ومن باطن وظاهر.
ويرى الشيخ صالح بن حميد أن الدعوة هي: “قيام المسلم ذي الأهلية- في العلم والدين- بتبصير الناس بأمور دينهم، وحثهم على الخير، وإنقاذهم من شر واقع، وتحذيرهم من سوء متوقع، على قدر الطاقة، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل”.
وعرفها الشيخ محمد خضر حسين بقوله: حثّ الناس على الخير والهدى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل.
الدعوة إلى الله في الكتاب والسنة
وساقت الشريعة الإسلامية متمثلة في القرآن والسنة أمثلة كثيرة على أهمية الدعوة إلى الله وتبصير الناس بدينهم، يقول الله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران: 104].
وقال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران: 110]، فخيرتنا- نحن أمة الإسلام- ليس بسبب أننا عرب أو أن عندنا خيرات أو غير ذلك، إنما خيريتنا أن المفروض فينا أننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
ومن الأدلة التي تُبيّن فضل الدعوة وأهميتها على مر العصور قوله الحق- جل في علاه-: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33]، فهذا دليل واضح وصريح على أن الدعاة إلى الله هم أحسن قولاً لأنهم يدعون إلى دين الله تبارك وتعالى.
ومن الآيات التي تؤكد ضرورة دعوة الناس إلى الله، قوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، وقوله- عز وجل-: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187].
والأدلة من السنة على أهمية الدعوة كثيرة جدًا، نذكر منها قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “بلغوا عنّي ولو آية فرب مبلغ أوعى من سامع” (مسلم) وهو دليل على ضرورة تبليغ الدعوة لسائر الناس فمن علم آية وفهم معناها عليه أن يبلغ هذه الآية غيره من لا يعلمها، ومن فهم حديثا فعليه أن يبلغه لغيره ممن لم يعلم.
وبيّن النبي- صلى الله عليه وسلم- فضل الدعوة في قوله: “ومن دلّ عَلَى خَيْرٍ فَلَه مِثْل أَجْر فاعلُه” (مسلم والترمذي وأبو داود) فهذا فيه دليل على فضل الدعوة وتبليغ كلام الله سبحانه وتعالى وكلام نبيه- صلى الله عليه وسلم- للناس جميعًا.
وعن سهل بن سعد- رضي الله عنه-، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ” (البخاري) فهذا فيه دليل على عدم احتقار المسلم لنفسه وهو يدعو إلى الله سواء بدعوة المسلم إلى أن يهتدي أو بدعوة غير المسلم لكي يدخل الإسلام.
ومن الأدلة كذلك، ما رواه تميم الداري- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم-: “الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ” (البخاري)، فالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى: من النصيحة التي دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ممارستها فيما بيننا.
ويكفي الدعاة إلى الله سبحانه فخرًا وعزًّا أنهم يحملون ميراث النبوة، فقد رُوي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- “وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ” (صحيح أبي داود)، فالدعاة إلى الله على مر العصور هم الذين يحملون هذا التاج الرفيع في مشارق الأرض ومغاربها.
فوائد دعوة الناس إلى طريق الله
وفوائد الدعوة إلى الله سبحانه كثيرة، منها:
- القيام بواجب دعوة الناس إلى الله سبحانه، وإقامة الحجة أمام الله على المدعوين، لقوله تعالى: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء: 165].
- نجاة الدّعاة ومَن تعاون معهم عند حلول النقمة وغضب الله سبحانه، يقول تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [الأعراف: 165].
- استِخلاف المؤمنين، يقول سيد قطب- رحمه الله- “هذه سنة الله في الأرض، وهذا وعد لأوليائه فيها، فإذا طال الطريق على العصبة المؤمنة مرة فيجب أن تعلم أن هذا هو الطريق، وأن تَستيقن أن العاقبة والاستخلاف للمؤمنين، وألا تستعجل وعد الله حتى يجيء وهي ماضية في الطريق، والله لا يخدع أولياءه، ولا يعجز عن نصرهم بقوته ولا يُسلمهم كذلك لأعدائه، ولكنه يعلمهم ويدربهم ويُزودهم- في الابتلاء- بزاد الطريق.
- تبليغ رسالة الإسلام إلى الناس، لما وَرد عن النبي- صلى الله عليه وسلم-: “بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً” (البخاري).
- أن دعوة الناس إلى الله سبحانه تكون سببا من أسباب إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
- وهي سبب من أسباب تكوين المجتمع المسلم المتعاون المتكاتف الآمن على عرضه وماله ونفسه وولده وعقله وغير ذلك.
- والدعوة سبب من أسباب إخماد الشرك، فالشرك أمره عظيم، يقول الله سبحانه في شأنه: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾[لقمان: 13].
- وهي سبب من أسباب تعليم الناس أمور دينهم وعقيدتهم وشريعتهم، فالناس قد يمر عليهم حالات الجهل في دينهم وفى عقيدتهم.
- تبيين الحلال والحرام للناس فالدعاة إلى الله سبحانه، قد يكون فيهم من يُبيّن للناس الحلال والحرام والحق من الباطل، خصوصًا الأحكام الفقهية، وليس كل الدعاة فقهاء؛ إنما قد يكون بعضهم من يُفقهه الناس في أمور دينهم، وهذا مطلب شرعي، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “خيرُكُم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ” (صحيح الترمذي).
- وسبب الأجر والثواب الذي يحصل عليه الداعية من الله سبحانه وتعالى، سيما إذا أخلص النية وجدَّ واجتهد، يقول تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].
- وهي سبب من أسباب إشاعة الأمن والطمأنينة في المجتمع المسلم، ومن أسباب مكافحة الجريمة.
- وسبب من أسباب التعاون على البر والتقوى والتناهي عن الإثم والعدوان بين آحاد المسلمين.
- ودعوة الناس إلى الله من أسباب تكوين الأخوة الإسلامية التي طالبنا الله بها بقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10].
- ومن أسباب تكوين الوحدة الإسلامية بين الشعوب الإسلامية وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي.
- ومن أسباب رضا الله تعالى عن المسلمين، وبالتالي تحقيق السعادتين الدنيوية والأخروية.
مهارات الداعية إلى الله
إن الدعوة إلى الله سبحانه تحتاج إلى داعية يمتلك مهارات خاصة، أبرزها:
- الثقافة الدينية: فلا بُد من أن يكون الداعية مسلَّحًا بالثقافة الدينية وهي التفسير وعلوم القرآن، والمعرفة بقدر من الحديث وعلوم الحديث، وبقدر من الفقه وأصول الفقه، والمعرفة بالعقيدة وأصول العقيدة، والمعرفة بالسيرة النبوية.
- الثقافة الأدبية واللغوية: ولا بُد من أن يكون عارفًا باللغة العربية، عارفًا بآدابها، متذوقًا للأدب العربي، حتى يحسن التعبير عن نفسه، ويكون كلامه سائغًا ومقبولًا، وإذا لم يكن عارفا باللغة العربية سيقع في أخطاء كثيرة.
- الثقافة التاريخية: ولا بُد من أن يكون لديه ثقافة تاريخية، يعرف التاريخ عامة، والتاريخ الإسلامي خاصة، بدءًا من السّيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين، وسير الصحابة، وخير قرون الأمة، ويعرف النقاط المضيئة في التاريخ الإسلامي.
- الثقافة الإنسانية: أن يكون عند الداعية قدر من الإلمام بالعلوم الإنسانية، عنده شيء من علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم التربية، عنده قدر من هذه العلوم التي تتصل بأحوال الإنسان وأحوال المجتمع، وأن يعرفها من منظور إسلامي، ومن منطلق إسلامي، وفلسفة إسلامية، لا يعرفها أو يأخذها من الغربيين.
- الثقافة العلمية: وهي أن يكون لدى الداعية قدر من الثقافة العلمية، أن يعرف شيئًا من العلوم والرياضيات، وعلم الأحياء، والفيزياء والكيمياء، وعلم الفلك، بعض هذه الأشياء لا بُد منها، حتى يعرف الكون من حوله.
- الثقافة الواقعية: وهي أن يكون الداعية عارفًا بالواقع كما هو، بلا تهوين ولا تهويل، لا يهون من الأمور العظيمة، ولا يهول في الأمور اليسيرة، يكون عادلًا مع الواقع.
وسائل تربوية لدعوة الناس إلى الله
وهناك وسائل تربوية نافعة في الدعوة إلى الله سبحانه، حري بالداعية الالتزام بها، ومنها:
- القدوة الحسنة: وهي الأصل في دعوة الناس إلى الله تعالى، فإذا كان الداعية إلى الله تعالى قدوةً حسنةً فيما يدعو إليه، فإنه يؤثر في الناس بعمله وشخصيته، والعكس بالعكس، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
- التبليغ بالقول: والقول هو الأصل في تبليغ الناس بالدعوة، فالقرآن الكريم هو قول رب العالمين نزل به الروح الأمين على محمد- صلى الله عليه وسلم-؛ ليكون به التبليغ؛ قال تبارك وتعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 6].
- المحاضرة: وهي عبارة عن معلومات منسَّقة، يُعالج بها المحاضر موضوعًا معينًا من الموضوعات من غير أن يلجأ إلى الانفعال والإثارة.
- الكتابة: وهي وسيلة جيدة لو أحسن الداعية القيام بها، ويجب أن تكون الكتابة بأسلوب سهل ممتع، يفهمه عامة الناس، وعند كتابة مقالة دعوية لا بُد من اختيار مفردات بسيطة سهلة الفهم، واجتناب الكلمات الصعبة التي تحتاج إلى تفسير وشرح لمعَانيها.
- ضرب الأمثال: وله أهميته بين فنون القول وقدرته على التأثير في المخاطب؛ يقول الإمام السيوطي رحمه الله: ضرب الأمثال يستفاد منه أمور كثيرة: منها تقريب المراد للعقل، وتصويره بصورة المحسوس، فإن الأمثال تصوِّر المعاني بصورة الأشخاص؛ لأنها أثبت في الأذهان، لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ومن ثم كان الغرض من المثل التشبيه الخفي بالجلي، والغائب بالمشاهد.
- الجدل عند الحاجة إليه: فالنفس البشرية متعددة الجوانب من وجدان وعقل وإرادة، والتعامل معها لا بُد من أن يتجه إلى كل منافذ التأثير فيها؛ لكي نوصل إلى تغيير ما بها من عقائد فاسدة، ليحل مكانها الإيمانُ بالدعوة ومبادئها.
- القسَم: ويعد وسيلة من وسائل التبليغ بالقول، وله خصائص تمنحه القدرة على التأثير، وتجعل المتكلم يختاره ليستعين به إذا كان المقام يقتضيه، فالقسم يقوم بدور التهيئة النفسية للمخاطب وإثارة انتباهه لما سيخبر به، فيستقبل القسم مستجمعًا حواسه، مركزًا فكره وانتباهه إليه، يقول تعالى: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ [الذاريات: 23].
- القصص الديني: وهي من أهم الوسائل التربوية في دعوة الناس إلى الحق، ومن أقرب الوسائل إلى قلوب المخاطبين وأفهامهم.
إنّ أمر الدعوة إلى الله سبحانه عظيم وينبغي على المسلمين توظيف الوقت والطاقات في أداء هذا الواجب الكبير، الذي هو من خصائص الأنبياء والرسل، كما تجب محاربة المبادئ والأفكار الهدامة التي غزت بعض بلاد المسلمين، ولا يُمكن أن تزال هذه الأفكار الهدامة إلا بالفكر المستنير المستمد من كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- ولا يمكن أن يقوم بذلك إلا الدعاة المخلصون الصادقون الذين وهبوا أنفسهم لله سبحانه ويريدون الأجر والثواب من رب العالمين.
مصادر ومراجع:
- همام عبد الرحيم سعيد: كتاب الدعوة، ص 9 – 12.
- الشيخ صالح بن حميد: معالم في منهج الدعوة، ص 9.
- ابن تيمية: الفتاوى 15: 157.
- الشيخ محمد خضر حسين: الدعوة إلى الإصلاح: ص17.
- الدكتور يوسف القرضاوي: شروط الداعية إلى الله.
- هبة لحمي الجابري: وسائل الدعوة وأثرها.
- فهد بن حمود العصيمي: فهد بن حمود العصيمي.