إن الإنسان ممتحن في هذه الدنيا بأمرين: ذكر الله واتباع هداه، أو نسيانه والسير نحو الضلال، فهو على مفرق طريقين لا ثالث لهما:
طريق الإيمان والهدى والسعادة في الدنيا والآخرة، أو طريق الكفر والضلال والشقاء في الدارين.
لذا كان أشرف ما يتعلمه الإنسان، ويعلمه لغيره، أمور الإيمان وأركانه ومقتضياته وأحوط ما يحتاط ويتسلح له معرفة معالم الكفر، وأسبابه، ومقتضياته، فإن كان على بصيرة من هذين الأمرين الخطيرين؛ عرف طريق سعادته، فالتزمه، ولم يحد عنه، وطريق شقائه، فاجتنبه.
ولذلك جاء هذا الكتاب في قسمين، يتناول الأول أركان الإيمان وحقيقته، ويبين الثاني معالم الكفر وأسبابه ومداخله.